وجرى تبني القرار بأغلبية 62 صوتا مقابل 14 وامتناع ثلاثة أعضاء عن التصويت، لكنه لا يرقى إلى مستوى الاقتراح الذي تم تقديمه في وقت سابق من الأسبوع لتوجيه اللوم لرئيسة الجامعة الدكتورة نعمت شفيق، والذي أعرب فيه العديد من أعضاء مجلس الجامعة عن قلقهم من أنه قد يُنظر إليه على أنه استسلام للمشرعين الجمهوريين الذين دعوا إلى استقالتها بسبب تعاملها مع ادعاءات معاداة السامية.
واستند قرار المجلس جزئيا إلى تقرير الأضرار الصادر عن اللجنة التنفيذية بمجلس الجامعة، والذي اتهم إدارة الدكتورة شفيق بالتورط في "العديد من الإجراءات والقرارات التي أضرت" بالمؤسسة بما في ذلك الاستعانة بشركة تحقيق خاصة "عدوانية".
وقال التقرير، الذي تمت مناقشته في اجتماع يوم الجمعة، إن المحققين قاموا بمضايقة الطلاب واستخدموا "أساليب التحقيق التطفلية"، والتي شملت "محاولة المحققين دخول غرف الطلاب ومساكنهم دون موافقة الطلاب".
ووجد التقرير أنه "بشكل عام، أدى النقص الأساسي في المشاركة بحسن نية مع جميع الدوائر والمجموعات في الحرم الجامعي إلى تفاقم الوضع وعمل على تقسيم مجتمعنا".
ويدعو القرار أيضا إلى إنشاء فريق عمل في مجلس الجامعة للتحقيق في عملية صنع القرار بالجامعة. كما اتهم القرار إدارة الجامعة متمثلة بالدكتورة نعمت شفيق، بانتهاك البروتوكولات المعمول بها، وتقويض الحرية الأكاديمية، وتعريض حرية التحقيق للخطر، وانتهاك حقوق الإجراءات القانونية الواجبة لكل من الطلاب والأساتذة.
وفي بيان عقب تصويت المجلس، قال متحدث باسم الجامعة إن الإدارة ومجلس الجامعة "يشتركان في نفس الهدف المتمثل في إعادة الهدوء إلى الحرم الجامعي حتى يتمكن الجميع من متابعة أنشطتهم التعليمية"، مضيفا "نحن ملتزمون بالحوار المستمر ونقدر المشاركة البناءة لمجلس الجامعة في إيجاد طريق للمضي قدما".
قد يكون للقرار تأثير عملي ضئيل في عزل رئيسة الجامعة، لكن بعض أعضاء المجلس أعربوا عن قلقهم خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين من أن القرار قد يزيد من تآكل علاقة الدكتورة شفيق مع "مجتمع كولومبيا"، مما يزيد من حدة الأزمة التي تواجه الحرم الجامعي.
وأدت الفوضى التي اجتاحت الجامعة بسبب الاحتجاجات المناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتعامل الإدارة مع مخيم الطلاب المتظاهرين في الحرم الجامعي، إلى ظهور دعوات لاستقالة الدكتورة شفيق من مجموعات متباينة، بما في ذلك الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي والمتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين.
وتعرضت رئيسة الجامعة للهجوم بسبب قرارها الأسبوع الماضي باستدعاء شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي، مما أدى إلى اعتقال أكثر من 100 طالب متظاهر، وبسبب شهادتها السابقة أمام الكونغرس، والتي اتهمها فيها الأساتذة بالتحريض على العنف، والاستسلام لمطالب الجمهوريين في الكونغرس بشأن حرية التعبير وتأديب الطلاب والأساتذة.
وتجددت الاشتباكات بين الشرطة وطلاب مناهضين لحرب إسرائيل على غزة في جامعات أمريكية الخميس، مما أثار تساؤلات حول الأساليب العنيفة المستخدمة لقمع الاحتجاجات التي تزايدت منذ الاعتقالات الجماعية في جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي.
المصدر: RT + نيويورك تايمز