وفي حديثه أمام حشد كبير في ولاية راجاستان في غرب البلاد، قال مودي إنه إذا لم يتم التصويت له للحفاظ على السلطة، فإن حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، الكونغرس الوطني الهندي، سيقسم ثروة البلاد بين "الدخلاء" و "أولئك الذين لديهم الكثير من الأطفال"، في إشارة إلى المجتمع المسلم.
وقال مودي وسط هدير مدو من الجمهور: "عندما كانوا (الكونغرس) في السلطة، قالوا أن المسلمين لديهم الحق والأولوية على حساب الموارد. سيأخذون كل ثروتكم ويقسمونها بين أولئك الذين لديهم المزيد من الأطفال وسوف يتم توزيعها بين الدخلاء".
وتابع رئيس الوزراء الهندي قائلا: "هل تعتقدون أن أموالكم التي كسبتموها بشق الأنفس يجب أن تعطى للدخلاء؟ هل تقبلون هذا؟".
من جانبها، استغلت المعارضة هذه التصريحات، واتهمت مودي وحزب "بهاراتيا جاناتا" منذ فترة طويلة باستخدام الخطاب الداعي للانقسام كوقود للقومية الهندوسية التي تتصاعد شعبيتها.
ودعا أعضاء المعارضة لجنة الانتخابات الهندية (ECI) إلى التحقيق فيما إذا كانت تعليقات مودي تنتهك قواعد السلوك.
وينص القانون على أن السياسيين لا يجب أن يخاطبوا الناخبين بناء على "الطبقية" و"المشاعر المجتمعية". كما لا يسمح بأي نشاط "قد يفاقم الخلافات أو يخلق كراهية متبادلة أو يسبب توترا" بين المجتمعات والأديان.
وتلقى مودي رد فعل عنيفا واسع النطاق من أفراد الجالية المسلمة بسبب تعليقاته، وقالت الصحفية المسلمة البارزة، رنا أيوب: "هذا ليس كلاما عشوائيا، هذا خطاب كراهية مستهدف، مباشر، وقح ضد مجتمع".
وقال المشرع المسلم ورئيس مجلس اتحاد المسلمين لعموم الهند، أسد الدين عويسي: "وصف مودي اليوم المسلمين بالدخلاء والأشخاص الذين لديهم العديد من الأطفال. منذ عام 2002 وحتى يومنا هذا، الضمان الوحيد لمودي هو الإساءة للمسلمين والحصول على الأصوات".
ووصف رئيس "الكونغرس" ماليكارجون خارجي تصريحات مودي بأنها "خطاب كراهية" و"حيلة مدروسة جيدا لصرف الانتباه".
وقد انتشر تصريحه بشكل كبير عبر منصة "إكس"، وسط انتقاد وهجوم كبير من النشطاء عليه، وقال أحدهم: "كيف يمكن أن تكون وقحا؟ لم أر في حياتي كلها أي رئيس وزراء يتحدث عن الطائفية بشكل علني! انظروا إليه وهو يشيطن المجتمع المسلم على مرأى ومسمع من الجميع".
وكتب آخر: "أشار ناريندرا مودي إلى 200 مليون مسلم هندي على أنهم دخلاء، كما سخر من المسلمين بقوله إنهم ينجبون الكثير من الأطفال، وهو تصريح مليء بالكراهية. إن هذا الخطاب المثير للقلق، والذي يستخدم لأغراض سياسية، أمر مخز للغاية ومن شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الانقسام في البلاد. هذا مقزز".
وتشهد الدولة الأكثر كثافة سكانية انتخابات ضخمة تستمر أسابيع، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم بزعامة مودي بولاية ثالثة نادرة على التوالي.
المصدر: CNN + RT