وأوضح الدكتور الحلبي في تصريحات لـRT أنه وفقا للتقديرات الرسمية الأمريكية والإسرائيلية، فتم التأكد من موعد الهجوم قبل تنفيذه بـ24 ساعة، مما ساعد تل أبيب وواشنطن على الاستعداد بأنظمة الإنذار المبكر التي تحدد الاتجاه الاستراتيجي للضربة الإيرانية، مشيرا إلى أن المسافة ما بين إيران وإسرائيل طويلة للغاية، حيث تزيد عن ألف كم، وبالتالي العمق الإنزالي كبير جدا، وزمن كبير يمكن معه تجهيز كل أساليب التصدي للضربة الإيرانية.
واعتبر أن الضربة لم تكن في صالح إيران بنسبة كبيرة لعدة نقاط أولها طول المسافة بين البلدين، وثانيا أن بداية الضربة كانت بواسطة طائرات بدون طيار تتراوح سرعتها بين 180 إلى 185 كم في الساعة، وبالتالي الوصول لإسرائيل يحتاج عددا من الساعات مما أعطى فرصة لإسرائيل للتجهيز والاستعداد لصد الهجوم، بخلاف لو تم استخدام صواريخ أرض-أرض وصواريخ كروز في بداية الضربة، وهو ما أدى في النهاية إلى صد تلك الضربة بنسبة نجاح كبيرة من جانب إسرائيل.
وأوضح الدكتور الحلبي أن المشكلة هي أن هذا الصراع يقع في معظمه داخل الأراضي العربية، فضلا عن مشاركة وكلاء إيران في المنطقة بتلك الضربة سواء حزب الله اللبناني أو الحوثيون في اليمن وبالتالي تحولت المنطقة العربية إلى مسرح عمليات لدول غير عربية، مما كان له العديد من السلبيات على دول المنطقة خاصة تلك التي ستمر منها الضربة الإيرانية لأنه يعد تعديا على سيادتها، مما دفع لغلق المجال الجوي للأردن والعراق ولبنان، وهو ما يحمل تداعيات سلبية على حركة الطيران المدني والسياحة وكافة الأعمال الخاصة بالطيران لتلك الدول.
وشدد الحلبي على أن القوات المصرية جاهزة تماما لأي موقف "غير عادي" وخاصة أن مواجهة الطائرات المسيرة تتم عن طريق التشويش وبالتالي يكون هناك احتمالات لأن تضل طريقها بسبب أعمال التشويش أو أثناء ضربها فوق إسرائيل قد تسقط بعض الأجزاء ولكن هذا لم يحدث.
وأوضح أن هذا التصعيد ليس في صالح المنطقة والعالم كله ويجرها إلى اتساع رقعة الصراع بشكل كبير.
وأشار إلى أن الضربة الإيرانية لإسرائيل كانت من الشرق إلى الغرب وبالتالي فأنه وفقا لخط السير لم تدخل إطلاقا المجال الجوي المصري.
كما أكد أن الممرات البحرية أيضا تأثرت سلبيا وأصبحت سلاسل الإمداد تتعرض لتأثيرات سلبية خاصة مع ارتفاع تكلفة التأمين على النقل البحري وهذا ليس في صالح المواطن في العالم والمنطقة العربية وخاصة في أعقاب احتجاز إيران لسفينة إسرائيلية مما يزيد من تهديد الملاحة بالبحر الأحمر..
وأشار إلى أن الضربة تنظر إليها إيران وإسرائيل سياسيا وليس عسكريا، ويحاولان استغلالها إعلاميا عبر تضخيم النتائج، مضيفا أن الولايات المتحدة لا ترغب في التصعيد وهي تحث إسرائيل على عدم الرد، وتمنح إيران الشعور بأنها قامت بعمل كبير.
وتوقع عدم قيام إسرائيل بأي رد على إيران لأنه تم إفشال الضربة وصدها، وبالتالي فأن أي ضربة من إسرائيل سيتبعها رد إيراني.
المصدر: RT