مباشر

ستالين واللحظات الأخيرة قبل الموت..

تابعوا RT على
في منزل ريفي بضواحي موسكو في 5 مارس عام 1953 توفى الزعيم السوفيتي الذي لا تزال الآراء تتخاصم حوله عن عمر ناهز 74 عاما. توفى الرجل الذي بنى إمبراطورية وقادها في أصعب الظروف.

التقرير الرسمي ذكر حينها أن الزعيم "يوسف دجوغاشفيلي" توفى نتيجة نزيف دماغي. وحتى موت ستالين الذي قاد الاتحاد السوفيتي بقبضة حديدية لما يقرب من 30 عاما، لم يمر بسلام فقد تعددت وتكاثرت "نظريات المؤامرة" حوله من دون أية أسانيد أو أدلة قطعية.

بعض الروايات حول وفاة ستالين تجاوزت حدود الخيال، ورأى صاحب إحداها أن يوسف ستالين الذي توفى في مارس عام 1953 ليس الحقيقي بل الشبيه الثاني له، وأن ستالين الحقيقي مات في ديسمبر عام 1937 متسمما، أما شبيه ستالين الأول فقد توفي بحسب هذه الرواية في عام 1947.

تبعا لهذه الرواية الغارقة في الخيال فـ"ستالين الحقيقي" لم يشهد حتى الحرب العالمية الثانية، ولا الغزو النازي المدمر لبلاده بين عامي 1941 – 1945.

الحدث الأبرز قبل وفاة الزعيم السوفيتي جرى مساء يوم 28 فبراير عام 1953 وتمثل في حضور قادة سوفيات أربعة هم نيكيتا خروتشوف ولافرينتي بيريا ونيكولاي بولغانين وغيورغي مالينكوف، حفل عشاء بالمنزل الريفي بدعوة من ستالين.

هؤلاء القادة الأربعة البارزون هم آخر من اجتمع بيوسف ستالين قبل أن يصاب بالجلطة الدماغية في 1 مارس. صباح اليوم التالي غادر القادة الأربعة المنزل الريفي الذي يقيم به ستالين، وعاد الزعيم السوفيتي إلى حياته المنعزلة.

كان يمنع على الحراس بشكل تام إيقاظ الزعيم السوفيتي. ستالين كان يخرج بنفسه بحلول الظهر ويعطي تعليماته للخدم، وكان الجميع يتهيبون الاقتراب من غرفته أو طرق بابه إذا تغيب لوقت طويل. في مساء ذلك اليوم الحاسم لم يفعل أحد ذلك.  

تغيب ستالين في ذلك اليوم عن موعده ولم يخرج كعادته. في الساعة 23:00 يوم 1 مارس تجرأ أخيرا المسؤول عن حماية ستالين المقدم بيوتر لوزجاتشيف، وفتح باب غرفة الزعيم السوفيتي، وتفاجأ به ملقى على الأرض بالقرب من أريكته، فيما توقفت عقارب ساعة كانت ملقاة بالقرب منه عند الساعة 18:30. في هذا الوقت على الأرجح أصيب ستالين بنزيف دماغي.

أبلغ الشعب السوفيتي عبر أجهزة  الإذاعة المسموعة في 4 مارس 1953 بأن ستالين في حالة حرجة، وأنه يعاني من أعراض سكتة دماغية وهو فاقد للوعي ومصاب بشلل في جسمه وضيق مزمن في التنفس.  تاريخ 5 مارس يذكر رسميا على أنه يوم وفاة ستالين،لكن حتى هذا الموعد محل شك لدي البعض.

تدهور صحة ستالين في 1 مارس عام 1953 وصولا إلى وفاته، تقع مسؤوليته بالدرجة الأولى، كما يرى الكثير من المؤرخين، على ستالين نفسه. الزعيم السوفيتي لم يكن يسمح للأطباء بالاقتراب منه، وكان يرفض تناول الادوية التي يتم إحضارها خصيصا من صيدلية الكرملين، كما لم يتمكن المسؤولون عن أمنه من دعوة الأطباء إليه لنجدته، كان ذلك يتطلب تعليمات مباشرة منه.

رحل ستالين وبقي الجدل حوله. قاد هذا الرجل الاتحاد السوفيتي إلى النصر في حرب وحشية فرضها الغزو النازي الذي كان يسعى إلى إخلاء منطقة واسعة وتوطين الألمان بها، كما انتقل بهذا البلد المترامي الأطراف والمتعدد القوميات بسرعة إلى مصاف الدول الكبرى وجعل منه قوة نووية عظمي يحسب لها ألف حساب.

بعض أنصار ستالين المتحمسين يطيب لهم ترديد عبارة تقول إن يوسف دجوغاشفيلي، "استلم روسيا بمحراث وحصان وتركها بمفاعلات نووية". هذه العبارة تنسب إلى رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ولا يوجد ما يؤكدها.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا