اللاعب الأول: نواز شريف
من المتوقع أن يفوز حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح شريف، الذي يطلق عليه اسم "أسد البنجاب"، بعدد كاف من المقاعد ليحكم بمفرده أو يشكل ائتلافا حاكما، مما يسمح له بأن يصبح رئيسا للوزراء للمرة الرابعة.
ومع ذلك، لم يكمل قط فترة ولايته الكاملة، وبين فتراته في السلطة أو في المعارضة أمضى سنوات في السجن أو في المنفى في الخارج بعد إدانته في قضايا فساد متعددة.
ويعد الرجل البالغ من العمر 74 عاما واحدا من أغنى الرجال في البلاد، وينحدر من عائلة كونت ثروتها في تجارة الصلب وتقاسمت السلطة لعدة عقود. وينظر إليه على أنه محافظ مالي، ومدافع عن التحرير الاقتصادي والأسواق الحرة، كما أنه حريص على تحسين العلاقات مع الهند.
اللاعب الثاني: الجيش
ويحكم الجيش، الذي يعتبر أقوى مؤسسة في البلاد، باكستان لمدة نصف تاريخها الذي يبلغ نحو 76 عاما تقريبا، ويعتقد على نطاق واسع أنه يسيطر على السياسة الخارجية والدفاعية حتى خلال فترات الحكم المدني.
وهم أيضا حراس مخزون الأسلحة النووية في البلاد منذ أن أصبحت باكستان قوة نووية في عام 1998، بعد أسابيع من إعلان الهند ذلك.
ومع ما يقرب من 1.5 مليون من أفراد الخدمة الفعلية والاحتياط، فإن الجيش يحتل المرتبة العاشرة في العالم، وفقا لمعهد الدراسات الاستراتيجية. وتشهد الأحزاب السياسية وقادتها صعودا وهبوطا بدعم من الجنرالات، على الرغم من أن الجيش ينفي بشكل روتيني التدخل في الانتخابات.
الجيش هو أكبر مالك للأراضي في البلاد، ورئيس أركانه عضو في مجلس تسهيل الاستثمار الخاص، أعلى هيئة لصنع القرار الاقتصادي في البلاد، ويهيمن الضباط المتقاعدون على مجالس إدارة الجمعيات الخيرية والجمعيات الرياضية والمؤسسات الحكومية والمؤسسات شبه الحكومية.
اللاعب الثالث: عمران خان
رئيس الوزراء السابق الذي تم طرده من منصبه من خلال تصويت بحجب الثقة في أبريل 2022، سيغيب عن هذه الانتخابات بسبب سلسلة من أحكام السجن، بما في ذلك 14 عاما بتهمة الكسب غير المشروع، و10 أعوام بتهمة الخيانة، وسبعة أعوام لما وصفته المحكمة بالزواج غير القانوني في ظل الشريعة الإسلامية. كما تم استبعاده من السياسة لمدة عشر سنوات.
ومع ذلك، فإن نفوذه سيظل يلوح في الأفق بشكل كبير، وعلى الرغم من تعرضه لإعاقات شديدة من قبل المؤسسة العسكرية، إلا أن حزبه، حركة الإنصاف الباكستانية، لا يزال بإمكانه تقديم عرض جيد هذا الأسبوع.
وتمتع خان بدعم شعبي حقيقي عندما أصبح رئيسا للوزراء في عام 2018، لكنه اختلف مع المؤسسة العسكرية التي غذت صعوده. ثم شن حملة محفوفة بالمخاطر وغير مسبوقة من التحدي ضد المؤسسة العسكرية، ولكن عندما قام أنصاره بمهاجمة مقر قيادة الجيش في شهر مايو الماضي بعد اعتقاله للمرة الأولى، كانت تلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
اللاعب الرابع: شهباز شريف
أصبح شقيق نواز الأصغر والأقل جاذبية، شهباز، رئيسا للوزراء في عام 2022 بعد إقالة خان في تصويت بحجب الثقة في الجمعية الوطنية. ويقول محللون إنه لن يتخذ أي قرار مهم دون استشارة شقيقه أولا، المنفي في لندن هربا من عقوبة السجن، لكن من المعروف أنهما يختلفان حول بعض القضايا، بما في ذلك الجيش.
وكان شهباز في طليعة الحملة الانتخابية الباهتة لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، جناح نواز، وكثيرا ما كان يقود المسيرات في غياب شقيقه. ويشير المراقبون إلى أنه سيحصل على دور كبير في أي حكومة قد يشكلها شقيقه، ومن المرجح أن يكون مسؤولا عن وزارة التخطيط الرئيسية.
اللاعب الخامس: بيلاوال بوتو زرداري
ذات يوم كانت عائلة بوتو زرداري تحتل مركز الصدارة في السياسة الباكستانية، حيث كانت ثرواتها ترتفع وتنخفض في ملحمة شكسبيرية من المأساة والسلطة. وهو ابن بينظير بوتو، أول زعيمة مسلمة في العالم، والتي انتخبت رئيسة للوزراء مرتين واغتيلت في عام 2007. وأطيح بجده ذو الفقار علي بوتو، الذي كان أيضا رئيسا للوزراء، في انقلاب وأعدم في عام 1979.
وكان والده آصف علي زرداري رئيسا سابقا لباكستان، ويلقبه الكثيرون في باكستان بـ"السيد 10 بالمائة" بسبب اتهامات عديدة بالفساد.
ويدخل البالغ من العمر 35 عاما انتخابات يوم الخميس بأول تجربة له في الحنكة السياسية، بعد أن شغل منصب وزير الخارجية في الائتلاف الذي أطاح بخان في عام 2022. ورغم أنه من غير المرجح أن يفوز حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه بالقدر الكافي من الدعم ليتمكن من الحكم بمفرده، فإن هيمنته على إقليم السند الجنوبي تمنحه النفوذ لدى أي شخص يسعى إلى تشكيل ائتلاف.
المصدر: "أ ف ب"