جاء ذلك في تعليق زاخاروفا المنشور على الموقع الرسمي للوزارة، حيث تابعت: "لاحظنا في مجتمع الخبراء الأمريكيين، بعد تصريحات بايدن وعدد من المسؤولين الآخرين، أنه يتم الترويج لفرضية ضرورة إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة. تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد في المناقشات العامة أو الخاصة أي نقاش عملي حول كيفية تحقيق هذه النتيجة تحديدا".
ووفقا لزاخاروفا فإن الحديث يدور هنا حول "تشويه المفاهيم"، حيث تبدو مثل هذه التصريحات غريبة، "على الأقل بالنظر إلى حقيقة انسحاب الولايات المتحدة نفسها من أي مناقشة جادة لمشكلات التسوية الفلسطينية الإسرائيلية على أساس حل الدولتين، ومنع أنشطة صيغة (للجنة الرباعية الدولية للتسوية في الشرق الأوسط)، الصيغة الفريدة التي وافق عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمكونة من وسطاء دوليين هم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة".
وتابعت زاخاروفا: "علاوة على ذلك، وبعد وصولها إلى السلطة في الولايات المتحدة عام 2021، لم تتعامل إدارة بايدن بجدية مع الشرق الأوسط ومشكلته المركزية، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واختارت واشنطن اتباع طريق الترويج لـ "الاتفاقيات الإبراهيمية" لتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية مع تجاهل القضية الفلسطينية بشكل كامل. وقد حذرنا حينها من أن هذا النوع من الفلسفة أحادية الجانب يهدد بعواقب خطيرة للغاية على المنطقة، وهو ما نشهده اليوم".
وأشارت زاخاروفا إلى أن "أزمة أكتوبر" في غزة ما حولها "أثبتت مرة أخرى خلل المحاولات الأمريكية (لاحتكار) وظائف الوساطة في مجال التسوية في الشرق الأوسط، واستحالة تغلب الولايات المتحدة بمفردها على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي طال أمده". وتابعت: "وانطلاقا من ذلك، فإننا نطرح منذ عدة سنوات مسألة إنشاء آلية تفاوض جماعية، ينبغي لدول المنطقة أن تلعب فيها دورا حاسما، من أجل ضمان الظروف اللازمة لاستئناف عملية التسوية الشاملة للصراع العربي الإسرائيلي".
وأكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية على أن جهود الدبلوماسية الروسية، إلى جانب حل المشكلات الملحة المتعلقة بضرورة إنهاء الحرب في غزة وما حولها، وتقديم المساعدات الإنسانية، وإنقاذ الرهائن، وإجلاء المواطنين الروس، تهدف إلى إطلاق تسوية فلسطينية إسرائيلية كاملة وفقا لقرارات الشرعية الدولية وإطار القوانين المعترف بها دوليا، والتي تعترف بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة إقليميا ضمن حدود عام 1967، تعيش في أمن وسلام مع إسرائيل.
وختمت زاخاروفا تعليقها: "إن نهجنا المبدئي والثابت تشاركنا فيه الغالبية العظمى من دول العالم، لأنه بدون حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط أمر مستحيل".