أغلب الخبراء يعتقدون أن موعد العملية البرية الإسرائيلية قريب وأنها تقررت فعلا بعد أن ابلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن إسرائيل يجب أن تدخل غزة لتدمير حماس، وتمهيدا لذلك استدعى الجيش الإسرائيلي أكثر من 300 ألف من قوات الاحتياط، علاوة على حشد أكثر من مئة ألف جندي في جنوب إسرائيل.
إسرائيل كانت نفذت آخر عملية برية مدعومة جوا وبحرا في غزة في عام 2014، واستمرت خمسين يوما، ونفذت العملية البرية ثلاث فرق من الجيش الإسرائيلي.
الخبراء العسكريون يلفتون إلى الصعوبات التي يمكن أن تواجه العملية العسكرية الإسرائيلية البرية، مشيرين بشكل خاص إلى صعوبة استخدام الآليات والمعدات الثقيلة في منطقة ضيقة وكثيفة السكان، وامتلاك حركة حماس والفصائل الأخرى أسلحة متنوعة مضادة للدروع والدبابات، وصواريخ محمولة مضادة للجو.
كما يشير هؤلاء إلى وجود مئات الأنفاق المجهزة جيدا في غزة، والبعض يتحدث عن احتمال وجود "مدينة كاملة" من الأنفاق والمخابئ تحت سطح الأرض في غزة.
مثل هذه الأنفاق والمخابئ يتوقع أن تستخدم من قبل المقاتلين في القطاع في تنفيذ عمليات هجومية مفاجئة ضد الإسرائيليين، علاوة على سهولة الانتقال من خلالها من موقع إلى آخر بعيدا عن النيران المعادية، ما سيؤدي على الأرجح إلى وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف القوات الإسرائيلية المهاجمة.
العملية البرية الإسرائيلية المرتقبة في غزة ستتطلب بحسب خبراء إلى ذخائر أكثر بأربعة اضعاف من القتال في ظروف أخرى، ولذلك سيحتاج الإسرائيليون إلى كميات كبيرة من الذخائر، للأسلحة الخفيفة، وأيضا لمنصات الصواريخ الاعتراضية المخصصة للدفاع الجوي في جميع أنحاء إسرائيل، علاوة على ذخائر الطائرات، ومقذوفات أنظمة الحماية النشطة للمركبات، والمدفعية والهاون وقذائف الدبابات.
إسرائيل في الوقت الحالي كما تدل المؤشرات تضع اللمسات الأخيرة على عملية اجتياح القطاع، ويقول الجيش الإسرائيلي إن أكثر من مئة ألف جندي يحاصرون غزة الآن، وأن البحرية الإسرائيلية فرضت حصارا بحريا على سواحلها لمنع وصل إمدادات عسكرية إليها، كما قطعت الحكومة الإسرائيلية إمدادات المياه والكهرباء.
مهمة القوات البرية الإسرائيلية التي ستدخل غزو، ستكون تدمير حماس بالكامل بحسب المعلن رسميا، علاوة على محاولة إنقاذ الرهائن وعددهم يقدر بمئة وخمسين، ما يعني أن قوات خاصة ستكلف بهذه المهمة الموازية، وهي أيضا لن تكون سهلة على الإطلاق.
المندوب الدائم الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان كان صرّح في 8 أكتوبر بأن هدف تل أبيب من الآن فصاعدا هو القضاء التام والنهائي على حماس، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في خطاب موجه إلى الجيش أن قطاع غزة لن يعود كما كان.
الخبير العسكري الإسرائيلي ديفيد شارب، صرح بأن حركة "حماس لديها 40000 مقاتل في هياكلها الأمنية، وهذه تشكيلات من نوعية الجيش في الانضباط، والاستعداد الطويل للدفاع، وعشرات الكيلومترات من الأنفاق والمخابئ تم حفرها تحت غزة".
الخبير العسكري يشير إلى أن إسرائيل تخطط للقضاء التام على حركة حماس، وبالدرجة الأولى على جناحها العسكري كتاب القسام، لافتا إلى أن الحديث يدور حول "هدف بعيد المدى وواضح ويتمثل في السيطرة التامة على كامل القطاع أو كله تقريبا، وهذه مهمة صعبة للغاية".
المصدر: RT