وجاء في متن وثيقة "التحليل اللاحق للوقائع" التي تتكون من 21 صفحة وتمحورت حول مجمل الإجراءات المتخذة من يناير 2020 إلى أغسطس 2021، أن إدارتي دونالد ترامب وجو بايدن، لم تراع بشكل كاف "أسوأ السيناريوهات وبأي سرعة يمكن أن تتحقق" عند التخطيط لإنهاء 20 عاما من الوجود الأمريكي في أفغانستان.
وذكرت الخارجية أن الانسحاب السريع للقوات حرم الدبلوماسيين من قوة الدعم اللازمة، في حين تم التخطيط للاحتفاظ بوحدة عسكرية صغيرة تقوم بضمان أمن السفارة، وهو ما لم يتم التوافق بخصوصه مع طالبان الواقعة تحت عقوبات الأمم المتحدة بسبب الأنشطة الإرهابية، مع حلول الوقت الذي استولت فيه الحركة على العاصمة كابول.
نقل السيطرة على "باغرام" الجوية
ولاقى قرار نقل السيطرة على قاعدة "باغرام" الجوية إلى السلطات الأفغانية انتقادات الدبلوماسيين، حيث تم على إثر ذلك، إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من مطار كابول الدولي وحده.
وذكر التقرير أن وزارة الخارجية أنشأت بنفسها فرقة عمل موسعة تعاملت مع الأحداث الأفغانية، كما واجهت نقصا في الموظفين من ذوي الخبرة، في حين لم يتم التعامل مع تدفق المكالمات الهاتفية، بما في ذلك من "المسؤولين الحاليين والسابقين وأعضاء الكونغرس و/أو الأفراد المعروفين الذين لديهم طلبات لمساعدة هذا أو ذاك من الأفغان".
وأضاف التقرير أن "الاستجابة لمثل هذه المطالب غالبا ما تعرّض موظفي وزارة الخارجية إلى مخاطر متزايدة، وجعلت من الصعب إجلاء مجموعات أكبر من الناس".
وتابع المصدر نفسه أن "الرسائل السياسية التمهيدية والعامة، المتغيرة باستمرار من جهة واشنطن فيما يتعلق بالسكان المؤهلين للانتقال، وكيف يجب أن تتواصل السفارة وتدير هذا التدفق، تضاف إلى الارتباك الحاصل، حيث غالبا ما أخفقت في مراعاة الحقائق الأساسية على الأرض".
"بطولة الدبلوماسيين"
من جهة أخرى، تذهب الوثيقة إلى أن الدبلوماسيين أظهروا أنفسهم "بصورة بطولية في ظل ظروف خطيرة وصعبة"، مؤكدين إجلاء 125 ألف شخص، من بينهم 6 آلاف مواطن أمريكي.
ومن المعروف أنه في أوائل أغسطس 2021، صعّدت حركة طالبان هجومها ضد القوات الحكومية الأفغانية، لتدخل العاصمة كابول في 15 أغسطس وتعلن انتهاء الحرب في اليوم الموالي.
المصدر: نوفوستي