مباشر

28 مقابل واحد.. معارك "باتريوت" الأمريكية ضد صواريخ "الحسين"

تابعوا RT على
يمكن وصف العمليات الأمريكية المضادة للصواريخ العراقية المعدلة من طراز "سكود" السوفيتية القديمة خلال حرب الخليج الثانية، باستخدام منظومات "باتريوت" بالمكلفة وغير الفعالة.

في تلك الحرب استخدم الأمريكيون صواريخ باتريوت المضادة على نطاق واسع، لاعتراض الصواريخ الباليستية السوفيتية من طراز "أر – 17" التي أدخل عليها العراق تعديلات خاصة في حجم الرأس المتفجر والمدى.

لجنة مجلس النواب الأمريكي الخاصة بالرقابة الحكومية كانت أصدرت في عام 1992 تقريرا قيمت فيه فعالية أنظمة الدفاع الصاروخي التي تنتجها شركة "رايثيون" وتزود بها الجيش الأمريكي وحلفاءه.

فريق التحقيق في الكونغرس قال عن أول استخدام لأنظمة صواريخ "باتريوت" ضد الصواريخ العراقية في تلك الحرب "بالكاد يمكن وصفه بالنجاح، بالنظر إلى أن أقل من 9 ٪ من الصواريخ التي تم إطلاقها اعترضت أهدافها".

التقرير المذكور رصد أنه "تم تضليل المجتمع والكونغرس من خلال التصريحات القوية للإدارة الرئاسية وممثلي (شركة) رايثيون حول الاستخدام الناجح أثناء الحرب وبعدها".

من بين الأحداث البارزة في تلك المواجهات بين صواريخ باتريوت المضادة، وصواريخ ارض أرض العراقية، ضرب صاروخ عراقي من طراز "الحسين" في نهاية عملية عاصفة الصحراء، مساء 25 فبراير 1991، القاعدة الجوية الأمريكية في الظهران السعودية، ودمر ثكنات كتيبة التموين الأمريكية 475، المسؤولة عن معالجة المياه، وأسفر الانفجار عن مقتل 28 شخصا، وإصابة نحو مئة آخرين، وهو ما يمثل خمس عدد الأمريكيين الذين قتلوا خلال حرب الخليج بأكملها.

صاروخ "الحسين" العراقي المطور عن صاروخ "سكود" السوفيتي، بحسب المعلومات المتوفرة، اختبر لأول مرة في عام 1987، وهو يعمل بالوقود السائل، ويبلغ طوله 12.2 متر، ووزنه 7000 كيلو غرام، وهو مزود برأس حربي يحتوي على مادة متشظية وشديدة الانفجار، فيما يبلغ أقصى مدى له 650 كيلو متر .

صواريخ "باتريوت" تنتجها شركة "رايثيون" الأمريكية، وتعد إلى جانب شركتي "لوكهيد مارتن" و"بوينغ"، ما يعرف بالمقاولين الثلاثة الكبار للصناعات العسكرية الأمريكية.

منظومة "باتريوت" المضاد للصواريخ كانت اعتمدت رسميا في عام 1982، وهي تتكون من نظام رادار عالي الأداء يمكنه تتبع ما يصل إلى 125 هدفا، وتوجيه في وقت واحد ما يصل إلى ستة صواريخ، فيما يستغرق زمن نشر المجمع 25 دقيقة، ويتراوح زمن الكشف عن الهدف بين 8 إلى 10 ثوان.

هذه المنظومة الأمريكية المضادة للصواريخ أظهرت خلال المواجهات مع الصواريخ العراقية كفاءة منخفضة جدا، حتى أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت أفادت بأنه جرى استخدام ما يصل إلى 28 صاروخ "باتريوت" لإسقاط كل صاروخ عراقي من طراز "سكود".

 

لحل مشكلة عدم فعالية منظومة "باتريوت" بدأت الولايات المتحدة مباشرة بعد نهاية حرب الخليج في إدخال تعديلات عليها، ووضع السلاح المعدل في النهاية تحت التصنيف الجديد "باك 3".

تمثلت المهمة الرئيسة للجيش الأمريكي في الحصول على منظومة مضادة للصواريخ، باستخدام ما يعرف بالضربة المتحركة، يمكن أن تدمر أهدافا تطير بسرعات تصل إلى 1500 متر في الثانية. العمل استمر لعدة سنوات وفي عام 1997 فقط خرجت النسخة الأولى من صاروخ "باك 3" "إرينت".

اعتمدت منظومة الدفاع الجوي "باتريوت باك -3"، في عام 2001، وتم استبدل الطرازات السابقة على الفور، فيما جرى لمدة عامين، اختبار المنظومة المعدلة بنشاط في التدريبات، وفي عام 2003، شاركت صواريخ "بارتريوت" مرة أخرى في الحرب بالشرق الأوسط في إطار الغزو الأمريكي للعراق.

خلال فترة الحرب بأكملها وهي أقل من شهرين، أطلق الجيش العراقي 10 صواريخ تكتيكية، زعمت وزارة الدفاع الأمريكية أنها أصيبت بنجاح بواسطة "باك 3" على مسار تنازلي، ولم يشكل الحطام المتناثر تهديدا للأمريكيين وحلفائهم.

هذه المزاعم عن تلافي عيوب هذا السلاح لم تدم طويلا، وظهر فشل منظومات "باتريوت" المضادة في مواجهة صواريخ الحوثيين في الهجمات التي كانت شنت على منشآت ومدن بالسعودية.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا