مباشر

حب جنوني بين "سائق سيارة أجرة" و6 رصاصات! (فيديو)

تابعوا RT على
من أجل نيل حظوتها، نفذ مهوس بالممثلة جودي فوستر محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في 30 مارس 1981 ما أدى إلى إصابته بطلقة في الرئة.  

كان ريغان حينها قد ألقى خطابا في فندق هيلتون القريب من البيت الأبيض. أثناء مغادرته المكان من المخرج المخصص للضيوف الرفيعين متوجها نحو  السيارة الرئاسية، تبادل التحية مع تجمع للمراسلين والمصوريين وبعض المتفرجين.

كان يقف هؤلاء على الجانب الأيسر من الرئيس الأمريكي رقم 40. استدار ريغان ورفع يده لتحيتهم. في تلك اللحظة دوى صوت إطلاق الرصاص.

المهاجم ويدعى جون هينكلي أطلق ست رصاصات، ولم يصب ريغان، إلا أن إحدى  الرصاصات ارتدت من السيارة المصفحة، واخترقت الإبط الأيسر للرئيس، وأصابت الضلع، وانزلقت على طوله، وصعدت مصيبة الرئة وتوقفت على بعد 2.5 سنتمتر من القلب.

أصيب جيمس برادي، المتحدث باسم البيت الأبيض في ذلك الوقت إصابة خطيرة جعلت منه مقعدا. وفي 4 أغسطس 2014، بعد 33 عاما من محاولة الاغتيال توفي برادي متأثرا بتلك الإصابة الخطيرة، وعد مصرعه بمثابة جريمة قتل.

كما أصابت إحدى الرصاصات التي أطلقها منفذ محاولة الاغتيال، ضابط شرطة يدعى توماس ديلاهونتي والضابط تيموثي مكارثي من الخدمة السرية الرئاسية، إلا إنهما كانا أكثر حظا من برادي.

محاولة اغتيال ريغان الفاشلة لم تنفذ من قبل جهة متطرفة، بل بيد مريض نفسي قيل إنه كان مدمنا على تناول المهدئات ومضادات الاكتئاب.

التحقيق كشف أن جون هينكلي تدرب في السنوات التي سبقت الهجوم على إطلاق النار، وأنه منذ عام 1976 كان مدمنا على مشاهدة فيلم "سائق سيارة أجرة"، وفيه تخطط الشخصية الرئيسة التي أدى دورها الممثل روبرت دي نيرو لاغتيال مرشح للرئاسة الأمريكية.

كما كان الحال عليه مع المهدئات، أدمن هينكلي على مشاهدة هذا الفيلم، وانصب اهتمامه بشكل خاص على الممثلة جودي فوستر التي لعبت دور عاهرة. عشقها بشكل مهووس، وأصبح لا هم له إلا ملاحقتها وإلقاء قصائد الغرام والرسائل تحت بابها ودعوتها باستمرار إلى مواعدته.

حين فشلت جهود جون هينكلي في شد انتباه جودي فوستر، قرر قتل ريغان. ظن الشاب وكان حينها يبلغ من العمر 25 عاما أنه بهذه الطريقة سيصبح مشهورا في جميع أنحاء البلاد وسيكون في مقدوره كسب ود هذه الممثلة!

بعد أن استعد لتنفيذ الهجوم الذي توهم أنه سيقربه من محبوبته، وسيفتح الباب له نحو قلبها، كتب رسالة إلى جودي فوستر في 29 مارس 1981، أشار فيها إلى احتمال أن يتعرض للقتل أثناء محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي وأنه يأمل "بهذه التضحية" أن تغير فوستر رأيها فيه.

كتب جون هينكلي في رسالته الأخيرة يقول: "جودي، أنا أفعل كل ذلك من أجلك! أطلب منك أن تنظري إلى قلبك لتعطيني فرصة لكسب احترامك وحبك بهذا العمل التاريخي".

ألقي القبض على منفذ عملية الاغتيال الفاشلة على الفور، وقضت المحكمة بأنه غير مسؤول على أفعاله بسبب الجنون، وتم وضعه في مستشفى للطب النفسي في واشنطن.

لاحقا سُمح لجون هينكلي في 10 سبتمبر 2016 بمغادرة مستشفى الأمراض العقلية بعدة شروط منها، عدم إجراء أي اتصالات مع رؤساء الولايات المتحدة السابقين أو الحاليين، وكذلك عدم التواصل مع جودي فوستر وغيرها، علاوة على حظر مشاهدة الأفلام وبرامج البث ومواد الإنترنت التي تحتوي على مشاهد عنف.

انتهت في عام 2018، مدة تقييد إقامته في منزل والدته، وأصبح جون هينكلي قادرا بموافقة من الأطباء، على العيش في أي مكان يشاء.

بالعودة إلى الرئيس رونالد ريغان وكان ممثلا في الأصل، فقد نقلته السيارة الرئاسية إلى عيادة جامعة جورج واشنطن بعد ان تحول سعاله إلى دم، وهناك أجريت له عملية جراحية استمرت 3 ساعات لاستخراج الرصاصة من رئته.

ريغان بعد أن أطمأن على عدم وجود خطر على حياته، استجمع قوته وتحدث إلى مسعفيه بطريقة مازحة، وحين دخل غرفة العمليات، خاطب الجراحين قائلا: "من فضلكم قولوا لي إنكم جمهوريون!"، فيما قال لزوجته نانسي قبل العملية مباشرة: "عزيزتي، نسيت أن أنحني".

وفي تعليق آخر قال في محاولة لترطيب الأجواء حوله: أرسلوني إلى لوس أنجلوس، حيث يمكنني رؤية الهواء الذي أتنفسه".

لعدة سنوات، عاني ريغان من مضاعفات إصابته بطلق ناري في رئته، إلى أن توفى في 5 يونيو 2004 بعد نحو عقد من الزمان من إصابته بمرض الزهايمر.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا