مباشر

ضابط نازي: ركضنا كقطيع الأغنام وأطاحت قذيفة دبابة برأس قائدنا

تابعوا RT على
تعد الدبابة السوفيتية "تي – 34" الأعظم في التاريخ لعدة اعتبارات. وعلاوة على أنها الأولى الأكثر تصنيعا في العالم، فقد أسهمت في الانتصار على المانيا النازية ووقف زحفها نحو الشرق.

تميزت الدبابة "تي – 34" بين ما يمكن وصفها بالأحصنة الحديدية من فئتها بقوة نيرانها وقدرتها الكبيرة على المناورة، وبدروعها المنزلقة وبسرعتها.

هذه الدبابات تمكنت من تحطيم هيبة الدبابات الألمانية الثقيلة من طرازي "النمور" و"الفهود" في عام 1943 خلال معركة كورسك المفصلية التي شهدت أكبر معركة للدبابات في تاريخ الحرب العالمية الثانية.

وبنهاية الحرب وتقهقر فلول قوات المانيا النازية، قطعت الدبابات السوفيتية "تي – 34" مئات الكيلومترات من طرق أوروبا الشرقية وزحفت على أن وصلت إلى ساحات وشوارع برلين.

بدأ العمل على تصميم هذه الدبابة في مكتب خاركوف التابع للمصنع رقم 183 بقيادة "الأب" الأسطوري للدبابات "تي 34" ميخائيل كوشكين، الذي قاد العمل على إنتاج دبابة جديدة للجيش السوفيتي. ونجح في وقت قصير في تقديم نموذجين مختلفين لهذه الدبابة هما، "أ – 20" و"أ – 32"، ووقع الاختيار على النموذج الثاني.

"السنونو الأولى": بهذه العبارة المداعبة وصف الزعيم السوفيتي يوسف ستالين النموذج الأولى للدبابة التي أطلق عليها لاحقا اسم "تي – 34"، عند عرضها عليه بالقرب من أسوار الكرملين في موسكو بتاريخ 17 مارس 1940.

جرت لاحقا في عام 1940 عمليات تحديث زادت سمك دروع الدبابة "تي – 34" إلى 45 ملم، وزودت بزاوية ميل، زادت من متانتها، كما تم استبدال مدفعها عيار 45 ملم بآخر أقوى من عيار " 76 ملم إل – 11"، ثم بمدفع أحدث من طراز "إف 34"، وزود الطاقم باثنين من المدافع الرشاشة.

أما بالنسبة للخصائص الفنية الرئيسة للدبابة "تي – 34"، فوزنها القتالي يبلغ 26.6 طن، وزودت بمحرك ديزل بقوة 500 حصان، وبسرعة قصوى تصل إلى 54 كم/ ساعة. بحلول 22 يونيو 1941، كان يوجد أكثر بقليل من ألف دبابة من هذا الطراز في وحدات الدبابات وتشكيلات الجيش الأحمر. وفي المعارك الحدودية الأولى، برزت قدراتها وحازت حتى على تقدير الخصوم.

بدأ إنتاج الدبابات من طراز "تي – 34" في مصنعين فقط في مدينة خاركوف وفي ستالينغراد، ولاحقا نقلت مصانع الأسلحة والذخائر بما في ذلك مصانع "تي – 34" إلى ما وراء الأورال، وزادت عمليات الإنتاج بإضافة مصانع جديدة بوتيرة سريعة، حيث أنتجت 12520 دبابة في عام 1942، وفي عام 1943 تم إنتاج 15696 دبابات "تي – 34".

وخلال تلك الحرب الضروس، تم إنتاج أكثر من 53 ألف دبابة من مختلف أنواعها المطورة، ما جعلها الدبابة الأضخم إنتاجا حتى وقتنا الحالي. برز دور الدبابات من طراز "تي – 34" بشكل خاص لأول مرة في معركة موسكو بين شهري أكتوبر عام 1941 ويناير عام 1942، وحين ظن النازيون الألمان انهم وصلوا إلى القلب، وأنهم على مسافة قليلة من الكرملين، أيقظتهم الدبابات السوفيتية من طراز "34" من أوهامهم، وفاجأت أرتال الدبابات السوفيتية قوات المانيا النازية وصبت عليها حمما من النيران، ودفعت بها بعيدا عن العاصمة.

أحد جنود المشاة في القوات الألمانية النازية الغازية ويدعى هانز شميدت، سجل انطباعاته، مشيرا إلى أنه لم يصدق عينيه حين رأى الدبابات الروسية تخرج من الأحراش في طقس قارس سجل 30 درجة مئوية تحت الصفر، وتتقدم إلى الأمام في مسارات واسعة.

هانز شميدت كتب في مذكراته متحدثا عن دبابات "تي – 34" التي شاهدها لأول مرة، وكانت منطلقة مسرعة فوق الثلوج السميكة: "في عاصفة ثلجية هوجاء، ركضنا مثل قطيع من الأغنام. كان ضابطنا يقف في الوراء وأطلق النار من مسدس على هذه الآلات، وبعد ذلك أطارت قذيفة برأسه. وانتهى الأمر، اعتقدت انني سأموت الآن على الثلوج أمام موسكو".

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا