الحدث جرى قبيل الحرب العالمية الثانية، وحينها قرر الحاكم الإيطالي العالم لليبيا إيتالو بالبو، تدريب قوة من الليبيين في سلاح المظلات والاستعانة بهم خصوصا في مواجهة الجيش البريطاني المتمركز في مصر.
ظهرت مدرسة المظليين في ليبيا إلى الوجود في 22 مارس عام 1938، وأطلق على خريجيها من الليبيين اسم "عسكر السماء" كما أطلق عليهم الإيطاليون لقب "الشياطين السود"، ووضعت تحت قيادة المقدم جوفريدو تونيني.
بعد يومين من هذه الخطوة، جرى تشكيل أول كتيبة من المظليين في القوات المسلحة الإيطالية، وضعت قيادتها تحت الرائد إنريكو دونديني، وسميت كتيبة "فانتي ديلاريا".
جميع منتسبي هذه المدرسة التي أقيمت في مطار عسكري ملحق بمطار طرابلس، كانوا من الليبيين، كما جرى ضم خريجيها الذين شكلوا كتيبة "جنود المشاة الجوية"، إلى قوات المظليين الأولى في الجيش الإيطالي.
أول تدريب عملي لهؤلاء الرواد من المظليين الليبيين جرى في عام 1938 في منطقة بالجبل الأخضر بشرق ليبيا، بعد أن تلقوا تدريبات بطرابلس على يد ضباط وضباط صف إيطاليين، وشارك في هذا الإنزال الجوي 800 مظلي ليبي.
إنزال المظليين الليبيين تم بعد أربعة أسابيع فقط من التدريبات، وجرى إنزال جميع أفراد الكتيبة باستخدام 24 طائرة من طراز "سافويا ماركيتي إس إم 81"، فيما نُفذ في قوت لاحق إنزال ليلي في تجربة لم تحاول القيام بها أية وحدة عسكرية مماثلة على الإطلاق.
الكشف عن اسم أول مظلي ليبي يقتل في التدريبات
المصادر الإيطالية تقول إنه على الرغم من نجاح التدريبات من الناحية الفنية ، إلا أنها تسببت في هذه الأسابيع الأولى في وفاة 15 مظليا ليبيا وضابطا إيطاليا واحد هو الملازم المدرب جوزيبي بيستيلي، إضافة إلى إصابة 72 من المتدربين الليبيين الآخرين بجروح.
أول ضحية من المظليين المتدربين الليبيين يدعى، محمد بن علي أوغاشي، كما قتل أكثر من عشرين من مظلي "عسكر السماء" الليبيين، في تدريبات على الإنزال الجوي نفذت قبل نشوب الحرب العالمية الثانية.
الجيش الإيطالي مع تواصل التدريبات على الإنزال الجوي، أدخل تحسينات كبيرة على مظلة القفز من الطائرة، كما جرى تطوير تقنية القفز الجوي أيضا، وتم اعتماد تشكيل جوي محدد للطائرات لتفادي اصطدام جنود المظلات بطائرات أخرى أثناء القفز.
هذه القوة من المظليين الليبيين التي أعدت تحسبا لأي حرب مع الجيش البريطاني في مصر، لم تستعمل في القتال كمظليين ضد الحلفاء، على عكس ضباطهم الإيطاليين وضباط الصف في "مشاة الجو"، وتمت الاستعانة بهؤلاء المظليين الليبيين على الأرض في العمليات العسكرية على الحدود المصرية في عام 1941، حيث قتل العديد منهم، فيما أسر ما تبقى في ديسمبر عام 1942 في أعقاب انتصار البريطانيين بقيادة مونتغمري على القوات الإيطالية والألمانية في معركة العلمين.
المصدر: RT