وفقدت هذه الأنهار الجليدية ثلاثة كيلومترات مكعبة من الجليد، ما يوازي 6% من إجمالي كتلتها في هذه البلاد.
وأوضح مدير الشبكة السويسرية للبيانات الجليدية ماتياس هاس المسؤول عن متابعة الملف لوكالة فرانس برس "من غير الممكن إبطاء سرعة الذوبان على المدى القصير".
وإذا ما قلصنا انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لحماية المناخ، "فقد يسهم ذلك في إنقاذ ما يقرب من ثلث الكتل الإجمالية في سويسرا في أفضل الأحوال"، وفق هاس الذي أشار إلى أن عدم حصول ذلك سيؤدي إلى زوال شبه كامل للأنهار الجليدية في سويسرا "بحلول نهاية القرن الحالي".
لم تكن سماكة الثلوج في جبال الألب في ما مضى بهذا السمك الضعيف خلال فصل الربيع، كما أن رمالا من الصحراء الكبرى لطخت الثلج الذي امتص تاليا حرارة أكبر وذاب بسرعة أكبر، حارما الأنهار الجليدية من طبقة الثلج الحامية منذ مطلع الصيف.
وبعدها تعرض الجليد لموجة حر من دون وجود درع الحماية التقليدية.
وفي نهاية الصيف، باتت قطعة أرض عند التقاء نهر تسانفلورون الجليدي مع مجلدة سكس روج على علو يزيد قليلا عن 2800 متر، من دون أي طبقة جليدية للمرة الأولى منذ الحقبة الرومانية.
وبحسب تقرير نشرته اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في الربيع، يشكل ذوبان الجليد والثلوج أحد التهديدات الكبرى الناجمة عن الاحترار المناخي.
وأشار الخبراء السويسريون إلى أن "الأضرار كانت كارثية على الأنهار الجليدية الصغيرة".
فبعد إعلان انحسارها بالكامل عام 2019، باتت مجلدة بيزل في شرق البلاد "على شفا الزوال التام"، شأنها في ذلك شأن مجلدة فادريه دال كورفاتش في جنوب شرق البلاد، أو شفارسباكفيران في الجنوب.
وقد تدهور الوضع بدرجة كبيرة لدرجة دفعت المسؤولين إلى التوقف عن قياس حجم الكتلة الجليدية.
وعلى علو ثلاثة آلاف متر، في منطقة إنغادين في جنوب شرق سويسرا وفي الجزء الدنوبي من كانتون فاليه، "زالت طبقة جليد تتراوح سماكتها بين أربعة وستة أمتار، وهو مستوى يفوق أحيانا ضعفي الحد الأقصى المسجل سابقا.
وشددت مجموعة الخبراء على أنه "حتى في أعلى نقاط القياس، كما هي الحال مثلا في يونغفراويوخ (على علو حوالي 3500 متر)، سُجل فقدان مساحات كبيرة من الجليد".
ولفت التقرير إلى أن الظاهرة آخذة في التسارع، إذ إن "التسجيلات تظهر أن ألسنة جليدية كثيرة تتفتت وتظهر جزر صغيرة من الصخور في وسط النهر الجليدي عندما لا يكون الجليد سميكا كفاية، وأن هذه المسارات كلها تسرّع التدهور الحاصل".
وتظهر هذه التغييرات أيضا أهمية الأنهر الجليدية خلال سنوات الحر والجفاف على صعيد التغذية بالمياه والطاقة، وفق الخبراء.
ويرتدي ذلك أهمية كبرى في بلد يعتمد بنسبة تفوق 60 % من إجمالي إنتاجه للطاقة على الموارد الكهرمائية.
المصدر: أ ف ب