وكان تيتسويا ياماغامي المتهم بقتل آبي والمعتقل منذ الحادثة في الثامن من يوليو يشعر بالاستياء بحسب الشرطة من "منظمة محددة" مرتبطة على حد قوله برئيس الوزراء السابق. وكشفت وسائل الإعلام المحلية أنها كنيسة التوحيد ومن أتباعها والدة المشتبه به.
فبعد انتحار زوجها، انضمت ياماغامي إلى هذه الكنيسة في تسعينات القرن العشرين ويبدو أنها أصبحت مهووسة على الفور بإيمانها الجديد.
وقال عم ياماغامي لوسائل إعلام يابانية إن ابن شقيقه كان يتصل به طلبا للمساعدة عندما كان طفلا لأن والدته كانت تترك أولادها الثلاثة بمفردهم وبدون طعام لحضور طقوس العبادة، مشيرا إلى أنها تسببت في إفلاس العائلة بتبرعها بمئة مليون ين (حوالي مليون دولار في ذلك الوقت) للكنيسة.
وقد حاول تيتسويا ياماغامي الانتحار بعد أن أفلست والدته، وأنهى شقيقه حياته في 2015.
وقال المحامي هيروشي ياماغوشي الذي يدافع عن أشخاص يعتبرون أنفسهم ضحايا كنيسة التوحيد لوكالة "فرانس برس" إن أتباع الكنيسة "يتم حثهم كل يوم على تقديم هبات.. يقولون لهم إن الفعل (كارما) مرتبط بالمال والتبرعات هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ الروح".
وذكرت وسائل إعلام يابانية أن ياماغامي كتب إلى ناشط مناهض لكنيسة التوحيد في اليوم السابق لاغتياله آبي أن إفلاس عائلته خلال فترة المراهقة "زعزع" حياته بأكملها.
وقالت سيدة من الأعضاء السابقين في الكنيسة في مؤتمر صحافي "لا أستطيع أن أوافق على ما فعله" تيتسويا ياماغامي، لكن تصرفه "يُظهر إلى أي مدى تدمر الكنيسة حياة بعض الناس".
منذ نشأتها، أقامت الكنيسة علاقات مع الدوائر السياسية في اليابان وأماكن أخرى. وقد ألقى شينزو آبي وكذلك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو، خطابات في 2021 في تجمع تحت عنوان السلام نظمته منظمة غير حكومية قريبة من الكنيسة.
يذكر أن سون يونغ مون (1920-2012) أسس هذه المنظمة في 1954 في كوريا الجنوبية هذه وأصبح اسمها رسميا "اتحاد العائلات من أجل السلام والتوحيد". وقد انتشرت في اليابان في 1959 لكنها أصبحت شعبية فيها في 1980.
وأصبحت اليابان مصدر دخل كبير لهذه الكنيسة التي كانت تؤكد لأتباعها أن عليهم التكفير عن جرائم الاحتلال الياباني لكوريا (1910-1945).
وكانت هذه الكنيسة تمارس في اليابان "مبيعات روحية" بأسعار باهظة. فتمثال صغير يؤمن الصفح كان يكلف ما يعادل 350 ألف دولار.
وكان مؤسسها سون ميونغ مون، يزور نوبوسوكي كيشي، جد آبي الذي كان هو نفسه رئيس وزراء اليابان في أواخر خمسينات القرن الماضي.
وكشف شقيق آبي، وزير الدفاع الحالي نوبو كيشي هذا الأسبوع أن أعضاء كنيسة التوحيد عملوا متطوعين في حملاته الانتخابية.
المصدر: "أ ف ب"