مباشر

خبير فى شؤون الإرهاب يعلق على تجنيد واشنطن الدواعش للقتال فى أوكرانيا

تابعوا RT على
حذر الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق من خطورة تجنيد المخابرات الأمريكية للدواعش للقتال في أوكرانيا، بما قد يجعلها أكبر مرتع للمرتزقة في العالم.

وفي حديث لـ RT قال فاروق: "تحولت الحرب الأوكرانية إلى مزايدة للدفع بالعناصر القتالية الأجنبية من شتى بقاع الأرض، تمهيدا لبناء أكبر قاعدة عريضة من المرتزقة لإدارة المعارك المسلحة بالوكالة، والتي تضم العديد من المجموعات القتالية المتنوعة ما بين شركات عسكرية خاصة، ومجموعات جهادية تكفيرية، وكتائب يمينية متطرفة، ومتطوعين يتقاتون على أجساد الأبرياء".

وأضاف: "منذ اللحظات الأولى للحرب الدائرة، والتي عرفت في قاموس رجال العلوم السياسية والعسكرية، بمسمى "الحرب العالمية الثالثة"، وظفت كل الأطراف المساهمة والداعمة مباشرة وغير مباشرة، علاقاتها ونفوذها في ملحمة صراعية تشمل القوى العظمى والكبرى والإقليمية".

وأردف قائلا: "هناك أطراف عدة الآن تسعى لتحويل أوكرانيا إلى أكبر بيئة جغرافية للمرتزقة والعناصر التكفيرية التي تحمل على عاتقها مواجهة الجانب الروسي بشكل مباشر وفقًا لعداء عقائدي وفكري راسخ منذ ثمانينات القرن الماضي، متمثلًا في الحرب الأفغانية وحروب البوسنة والهرسك والشيشان، فضلًا عن الدور العسكري الروسي في مواجهة التنظيمات التكفيرية المسلحة في سوريا وليبيا".

وحذر من أن تحويل أوكرانيا إلى أفغانستان، أو سوريا جديدة يلوح في الأفق "من خلال التعبئة التي تتم على أرض الواقع لا سيما في ظل تطبيق استراتيجية مستشار الأمن القومي الأمريكي، "زيغينو بريجنسكي"، في بناء أكبر قاعدة للمقاتلين العرب ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. عُرف "زيغينو بريجنسكي"، في الدوائر السياسية الدولية، بمهندس "الجهاد الأفغاني"، وبدعواته المستمرة إلى صناعة استراتيجيات تدعم جماعات الإسلام السياسي، لتكون سلاحا ضد النفوذ السوفييتي في الشرق الأوسط. صرح "زيغينو بريجنسكي"، عام 1994، وبعد 4 سنوات من انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي، بأن أوكرانيا هي نقطة انطلاق وبناء الإمبراطورية الروسية، ومن ثم يجب تكون محور اهتمام وتركيز الإستراتيجية الأمريكية.

ورجح الباحث فاروق من أن تمدد "التنظيمات التكفيرية المسلحة ليس مستبدعًا في ظل محاولاتها خلق مرتكزات جغرافية لها داخل أوروبا الشرقية، بعدما فقدت توازنها في مناطق الشرق الأوسط، وسعيها للثأر من الجانب الروسي نتيجة دوره العسكري في سوريا وليبيا".

وقال: "المرحلة المقبلة ستشهد نشاطا للخلايا الداعشية في دول القوقاز والبلقان وإقليم خراسان، في ظل تمتع ابناء تلك المناطق بقدرات عسكرية، نتيجة حروب التحرير وخروجهم من عباءة الاتحاد السوفيتي، وانضمام عدد كبير منهم إلى صفوف التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق وليبيا منذ عام 2011، يواكب ذلك أن لكل من تنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش" تواجدًا ملحوظًا في مختلف دول القوقاز وأسيا الوسطى ومنطقة خراسان والبانيا،أبرزها "ولاية القوقاز الإسلامية" التي أسسها عام 2007، دوكو عمروف، المعروف بـ"الأمير عثمان"،وتتبع حاليًا تنظيم "داعش"، ونفذت العشرات من العمليات المسلحة ضد المصالح الروسية. وليس من المستبعد في ظل الأزمة الراهنة، أن تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية ورقة مشروع دولة "ألبانيا الكبرى"، وصناعة كيان معادي لروسيا قوامه من الحركات الراديكالية الأصولية، التي تنادي بتوحيد الألبان المتواجدين في الأراضي الأوروبية، وتطالب بأحقيتها في أجزاء من صربيا وكوسوفو واليونان ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود.

وأوضح أن "دعوات الحشد للمقاتلين الأجانب تم تغليفها بمنطلقين أساسيين، أولهما الجانب الإنساني في محاولة لخلق حالة تعاطفي وتعبئة دولية مجتمعية، والتي عبر عنها الرئيس الأوكراني زيلينسكي قائل: "المسألة ليست مجرد غزو دولة لدولة أخرى ذات سيادة، لكنها بداية حرب ضد أوروبا كلها"، بينما الجانب الثاني تمثل في الغطاء الديني والعقائدي، الذي بدا جليًا في الكثير من البيانات الصادرة عن منظمات إسلامية غربية رافعة راية المواجهة الأبدية تجاه الروس وحلفائهم".

وقال: "في محاولة تصدير صورة ذهنية بالدعم الغربي للأزمة الأوكرانية، وعدم تخليها عن "كييف"، في مواجهة الزحف الروسي، أيدت الكثير من الدول مشروع تعبئة المقاتلين الأجانب، للمشاركة في "الفيلق الدولي"، رغم تعارضه مع مواثيق الأمم المتحدة، ومخالفته لمضمون قرار مجلس الأمن، رقم 2178 الصّادر في 24 سبتمبر 2014، الداعي إلى تحسين التعاون الدّولي والإقليمي والفرعي لمنع سفر المقاتلين الإرهابيّين الأجانب، ووقف تجنيد وتمويل تنقّلاتهم ونشاطاتهم".

وختم حديثه بالقول: "مع تصاعد مؤشرات عسكرة الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا في العام الجاري، اتخذت السلطات الأوكرانية خطوات تشريعية وتنظيمية تؤسس لإلحاق المقاتلين الأجانب بالجيش الأوكراني والقوات التابعة له، حيث تم إصدار قانون "المقاومة الوطنية" في 27 يناير2022، مجيزا تطوع الأجانب وعديمي الجنسية بـ "قوات الدفاع الإقليمي".

ناصر حاتم ـ القاهرة

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا