في منشور على قناتها الخاصة بتطبيق "تليغرام" كشفت زاخاروفا عن روابط متعددة لرسائل بريد إلكتروني مسربة، راجعها موقع "المنطقة الرمادية" The Greyzone، وهو موقع إخباري ومدونة أسسها ويحررها الصحفي الأمريكي، ماكس بلومنثال. تؤكد هذه الوثائق مؤامرة إجرامية محتملة من قبل النخب المؤيدة لـ "بريكست" لتخريب صفقة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، تيريزا ماي، للخروج من الاتحاد الأوروبي، واستبدال ماي ببوريس جونسون.
تتضمن المراسلات، وفقا لزاخاروفا، مراسلات الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني "إم آي 6" MI6، ريتشارد ديرلوف، مع كبار المسؤولين من كتلة سلطة الحكومة البريطانية والنشطاء المدنيين.
وتتابع زاخاروفا: "الخلفية: بريطانيا أعوام 2018-2019، بريطانيا تجري مفاوضات طويلة وصعبة للغاية مع بروكسل للخروج من الاتحاد الأوروبي، وحول معايير هذا (الطلاق). ووفقا لعدد من المسؤولين الأمنيين بقيادة ديرلوف، فإن رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، تقوم بذلك بلا عجلة، وخطتها (ضعيفة) للغاية، وسيكون من الضروري استبدال رئيسة الوزراء.
وهذا، على سبيل المثال، ما يكتبه مستشار الدفاع البريطاني، غويثيان برنس: أنا منخرط، في الوقت الراهن، في جهودنا لإنهاء الاتفاقية المروعة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، والتي تعدها رئيسة الوزراء ماي، وإذا أراد هنري كيسنجر المشاركة، فسأوفر له كل ما يحتاجه من مواد.
وها هي عبارة أخرى من المراسلة: الهدف هو منع أي صفقة تستند إلى الخطة الجبانة والكارثية للعبة التشيكرز، وإذا لزم الأمر، الإطاحة برئيسة الوزراء ماي، واستبدالها بشخص مناسب.
لم تمر سوى بضعة أشهر حتى كتب غويثيان: تخلص منها الآن وانته من الأمر.
وتقول زاخاروفا: لنكن صادقين مع أنفسنا، لا تتناسب تلك الطريقة حقا مع المثل العليا المفترضة في الديمقراطية البرلمانية الملكية.
تمت العملية برمتها لتغيير رئيسة مجلس الوزراء برعاية (المال القديم) من تيموثي وماري كلود الأرستقراطيين الذين استقروا في الملاذ الضريبي في جيرسي خلال العقود الماضية. يعترف الصحفيون أنفسهم بأنه من الصعب العثور على مثل هؤلاء الأثرياء، الذين لا يحس أي أحد بهم، فهم يتجنبون عن قصد أي ذكر لأنفسهم على شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت، ويقال في المراسلات المتعلقة بهم: ... لقد أثبتوا أنفسهم جيدا في المحادثات السرية بشكل خاص. لذلك يناسبهم دور (كيس النقود) بشكل مثالي وكانوا يوفرون الأموال شهريا لتحضير (البضاعة) التي تتلخص في أدلة المساومة والتشهير.
ونتيجة للإجراءات المستهدفة للمتآمرين، فشلت تيريزا ماي في خطة "بريكست" الخاصة بها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في البرلمان وفي المفاوضات مع دول الاتحاد الأوروبي. ولا تخفي القوى التي أسقطتها رضاها عن نتائج قمة الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في سالزبورغ، والتي أطلقوا عليها (إخفاق ماي).
ثم تم استبدال ماي ببوريس جونسون، الذي أتم ما بدأته ماي بالطريقة التي أرادتها مؤسسة السلطة: فور توليه رئاسة الوزراء، يجب على بوريس جونسون دعوة جميع المحافظين في البرلمان، وطلب تأكيد دعم (الخروج النظيف) من خطة الاتحاد الأوروبي.
وبالفعل في الرسائل الأخيرة هناك حديث حول دمية جديدة لتحل محل جونسون: لا أرى أي سبب لبقاء رئيس الوزراء جونسون واقفا على قدميه، رغم أنه فقد السيطرة على عقله وقوة إرادته لدرجة أنه قد يكون من الأفضل التخلص منه.
وهنا أتفق مع الفكرة الأخيرة".
وتتابع زاخاروفا وصفها لخيوط المؤامرة بالإتيان بوزير الخزانة، ريشي سوناك، ووزيرة الخارجية، ليز تروس، بدعم من وزير "البريكست" ديفيد فروست.
وتختم زاخاروفا منشورها بأن هذه التسريبات "بالطبع حدثت من الروس" وفقا لزعم البريطانيين، وتتساءل عما إذا كان ذلك هو السبب في حظر لندن لبث قناة RT؟
ثم تتساءل زاخاروفا كذلك عما يمكن أن يسمى مثل هذا التغيير في السلطة: "انقلابا أم مجرد مكيدة؟".
وتتابع: "لا أعتقد.. فهذا تقليد إنجليزي عريق كالتسميم".
المصدر: تليغرام