جاء ذلك في مقال للدبلوماسي في صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، حيث يقول الكاتب إن القمم الأخيرة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" واجتماع الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع أظهرت وحدة الغرب، لكنها لم تفعل شيئا لتقليل مستوى التوتر في العلاقات مع موسكو.
وأشار موريس غوردو مونتان إلى أن أدنى خطأ اليوم يكفي لحدوث صدام، في الوقت الذي يرفض فيه عدد من القادة الغربيين بعناد قبول حقيقة أن سبب الخلافات مع روسيا إنما يمكن في عدم الرغبة في السعي لتحقيق توافق في مجال الأمن، ولا سيما فيما يتعلق بتمدد الناتو ووضع أوكرانيا.
كما أكد الدبلوماسي الفرنسي السابق أن موسكو اقترحت مرارا وتكرارا طرقا مختلفة لحل المواقف المتنازع عليها، حيث أفصح فلاديمير بوتين، عام 2007، عن موقفه في مؤتمر ميونيخ، داعيا إلى عدم توسيع الناتو، وفي عام 2021، كان الأمر يتعلق فعليا بحياد كييف.
ومع ذلك، ففي كلتا الحالتين، لم يأخذ القادة الغربيون وجهة نظره هذه في الحسبان. وفي عام 2006، قدم الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، إلى موسكو مخططا لوضع أوكرانيا، والتي سينظم حمايتها مجلس روسيا-"الناتو"، والتي كانت ستكون مفيدة بشكل عام لكلا الجانبين. ومع ذلك، رفضت وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، تلك الفكرة في ذاك الوقت.
أما الإجراءات اللاحقة، فيما يخص جورجيا وأوكرانيا، وعضويتهما المحتملة في التحالف، أكدت بما لا يدع مجالا للشك نية الغرب لاتخاذ القرارات دون مراعاة لرأي موسكو.
أما في الوقت الراهن، فإن توريد الأسلحة إلى كييف من أوروبا لن يؤدي سوى إلى تفاقم الوضع وجعلها طرفا في الصراع، حيث شدد الدبلوماسي السابق على حاجة روسيا والناتو إلى "مؤتمر أمني واتفاقية جديدة للحد من التسلح". وأشار إلى أن موسكو، قبل كل شيء، تنتظر مشاركة واشنطن الفعالة في البحث عن توافق، ويمكن لفرنسا وألمانيا المساهمة بدورهما في ذلك. كما لا يجب أن ننسى، والحديث لغوردو مونتان، الوسطاء المحتملين: تركيا والهند والصين. ودعا الكاتب في نهاية مقاله إلى السعي من أجل السلام والمضي نحو بنائه.
المصدر: نوفوستي