وعلى ضوء التصعيد سارع الجانب الأوروبي إلى إطلاق التصريحات، فمنهم من دعا إلى ضرورة الحوار، إذ أكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، استعداد الدول الغربية لإجراء مفاوضات مع روسيا حول المسائل الأمنية.
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي إن كثافة انتهاكات الهدنة في دونباس تتعارض مع الالتزامات بموجب اتفاقات مينسك.
وأعلن الأمين العام لـ"الناتو" ينس ستولتنبرغ أن الحلف لا يزال منفتحا على الحوار مع روسيا، مؤكدا في الوقت ذاته نيته حماية جميع الحلفاء، إلا أنه دعا روسيا لسحب قواتها من الحدود الأوكرانية، كـ"أول خطوة في تسوية الأزمة".
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين رأت أن التطورات الحالية حول أوكرانيا من شأنها تغيير النظام العالمي الحالي، محذرة من أن غزو هذا البلد قد يكلف روسيا "مستقبلا مزدهرا".
في حين، أعلنت بريطانيا أنها اتفقت مع شركائها في الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع (G7) على حزمة عقوبات ضد روسيا في حال غزت الأخيرة أوكرانيا.
ومع ارتفاع حدة الصراع بشرق أوكرانيا وزيادة عمليات الإجلاء، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنه سيتم توزيع اللاجئين من دونباس في سبع مناطق في روسيا.
كما فرضت السلطات في روستوف الروسية حالة الطوارئ بسبب زيادة تدفق اللاجئين من دونباس، مع توقع المزيد من عمليات الإجلاء في الساعات المقبلة.
إلى ذلك على ضوء التصعيد في شرق أوكرانيا، أفادت وكالة "DPA" بأن حلف الناتو رفع مستوى تأهب قواته.
كما أعرب رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون، عن قلقه إزاء تطورات الوضع حول أوكرانيا.
من الجانب الروسي قال رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إن موسكو لا تريد الحرب، لكنها مستعدة للدفاع عن مواطنيها في دونيتسك ولوغانسك.
أما الرئاسة الأوكرانية فأكدت أن الرئيس فلاديمير زيلينسكي سيغادر اليوم السبت إلى ألمانيا للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن، وسط التصعيد الحاد في منطقة دونباس بجنوب شرق بلده.
وأعلنت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك التعبئة العامة فيهما لحماية أراضيهما على خلفية تزايد حدة القصف الأوكراني.
من جانب آخر. ميدانيا.. مصادر رسمية في روسيا أكدت أن قذيفة أطلقت من أوكرانيا، على خلفية التصعيد العسكري في منطقة دونباس، انفجرت اليوم السبت في مقاطعة روستوف الروسية، قرب الحدود بين الدولتين.
وسجلت جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة ذاتيا، اليوم السبت انتهاكات من قبل الجانب الأوكراني الذي قصف نوفوترويتسكوي بمنطقة دوكوتشيفسك للمرة الخامسة خلال الليل، وأطلق 20 قذيفة من عيار 82 ملم.
وقالت شرطة دونيتسك إن القوات الأوكرانية أطلقت ما يقرب من 200 قذيفة ولغم خلال اليوم باتجاه أراضي الجمهورية.
كما سجلت جمهورية لوغانسك الشعبية المعلنة ذاتيا خمسة انتهاكات اليوم السبت من جانب القوات المسلحة الأوكرانية و31 انتهاكا لنظام وقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة الماضية.
وتشهد منطقة روستوف الروسية توافد اللاجئين من لوغانسك ودونيتسك منذ صباح اليوم، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن
كما أعلنت منطقة أورينبورغ الروسية جاهزيتها لاستقبال السكان الذين تم إجلاؤهم من دونباس.
بدورهم أبلغ مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن 222 انتهاكا لوقف إطلاق النار الخميس على خط الجبهة في منطقة دونيتسك، بما فيها 135 انفجارا، مقابل 189 الأربعاء و24 الثلاثاء.
وأعرب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، عن اعتقاده بأن خطط روسيا لـ "غزو أوكرانيا " ليست خدعة.
وقال مسؤول في البنتاغون أن أكثر من 40% من القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا اتخذت وضعية هجومية.
وأعلنت بعثة المراقبين الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن تسجيلها 870 انتهاكا لنظام وقف إطلاق النار في منطقة النزاع بدونباس في جنوب شرق أوكرانيا.
وأدلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بتصريح بشأن الوضع في أوكرانيا، متهما دونيتسك ولوغانسك بانتهاك وقف إطلاق النار. وادعى بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر "غزو أوكرانيا"، محذرا روسيا من العقوبات. وأجرى بايدن كذلك محادثات هاتفية مع زعماء عدد من الدول في الناتو وقيادة الحلف والاتحاد الأوروبي.
بدوره، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتحدث هاتفيا الأحد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والسبت مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. وتحدثت الحكومة الألمانية عن أهمية "إبقاء باب الدبلوماسية مفتوحا" مع روسيا.
وقالت "جمهورية دونيتسك الشعبية" إنها تخطط لإجلاء نحو 700 ألف من السكان المدنيين إلى روسيا. وبدأت الحافلات بالوصول إلى مقاطعة روستوف الروسية، وأعلنت عدة أقاليم روسية استعدادها لاستقبال اللاجئين.
وأعلن رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" دينيس بوشيلين أن تطورات الأوضاع في دونباس تتجه نحو الحرب، بينما نفى سكرتير مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، أليكسي دانيلوف، صدور أي أوامر لتحرير دونباس بالقوة.
وكانت الجمهوريتان الشعبيتان أعلنتا عن بدء إجلاء المواطنين إلى روسيا، تحسبا لهجوم عسكري وشيك من قبل قوات حكومة كييف.
وإثر إعلان بدء الإجلاء، انفجرت سيارة مساء اليوم، في محطة سيارات أمام مقر حكومة جمهورية دونيتسك، فيما أعلن قائد الشرطة الشعبية في الجمهورية أنه نجا من الانفجار.
في المقابل، اعتبرت الولايات المتحدة أن إعلان إجلاء مدنيين من الجمهوريتين يشكل "مناورة" من جانب موسكو تمهد لـ"هجوم عسكري وشيك".
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقاء مع نظيره البيلاروسي، الكسندر لوكاشينكو، أن السلطات الأوكرانية تقوض تطبيق اتفاقات مينسك، مبينا: "نرى اليوم تصعيدا للأوضاع في دونباس".
وفي السياق ذاته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن اندلاع حرب في أوكرانيا على خلفية التوتر مع روسيا سيؤدي إلى "كارثة" في المنطقة.
كما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها البالغ من التطورات في شرق أوكرانيا، مشددة على "ضرورة وقف معاناة السكان".
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الجمعة، إن روسيا تتحقق من معلومات حول تجنيد مرتزقة من كوسوفو وألبانيا والبوسنة والهرسك لإرسالهم إلى آوكرانيا للحرب ضد منطقة دونباس.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية عن تصدي قواتها لمحاولة مجموعتين تخريبيتين للجيش الأوكراني التسلل عبر خط التماس، ما خلف قتيلين على الأقل من أفرادهما.
وتواجه موسكو تهديدات بعقوبات غير مسبوقة من قبل الغرب في الوقت الذي تدعي فيه الحكومة في كييف والدول الأعضاء في الناتو بإصرار أن روسيا تحشد قوات كبيرة تجاوز تعدادها 100 ألف عسكري قرب الحدود مع أوكرانيا "تمهيدا لشن عملية غزو جديدة" للأراضي الأوكرانية.
وأكدت الحكومة الروسية مرارا أنه لا نية لها لشن أي عملية على أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة والغرض من هذه الادعاءات يتمثل في تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا استعدادا لفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها، وتبريرا لتوسع الناتو شرقا، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة قائلة إنه يهدد الأمن القومي الروسي.
يتبع..