وشددت روسيا والصين في الوثيقة المشتركة التي تم إبرامها خلال اجتماع القمة المنعقد بين بوتين وشي في بكين اليوم الجمعة، على أن "العالم يمر الآن بتغيرات واسعة النطاق، وتدخل البشرية عهدا جديدا للتنمية السريعة والتغيرات واسعة النطاق"، بما يشمل عمليات وظواهر مثل تعددية الأقطاب والعولمة الاقتصادية وبناء المجتمع المعلوماتي والتنوع الثقافي وتغير منظومة الحوكمة العالمية والنظام العالمي.
ولفتت الوثيقة إلى زيادة مدى ترابط دول العالم ببعضها البعض وتبلور نزعة جديدة تقضي بإعادة توزيع توازن القوى في العالم، مع زيادة الطلب بأن يتولى المجتمع الدولي الزعامة بما يخدم مصلحة التنمية السلمية والتدريجية.
في الوقت نفسه، أقر الإعلان المشترك بأن الوضع في مجال الأمن الدولي والإقليمي يزداد تعقيبا يوما تلو آخر، حيث تظهر تحديات وتهديدات دولية جديدة على خلفية استمرار جائحة فيروس كورونا.
وذكرت الوثيقة أن "بعض القوى التي تشكل أقلية على الصعيد الدولي تواصل الدفاع عن اتباع مناهج أحادية الجانب وتلجأ إلى سياسة القوة وتتدخل في شؤون دول أخرى، بما يضر بحقوقها ومصالحها المشروعة"، مؤكدة أن تلك القوى "تؤجج خلافات ومواجهات وتحول دون تطور وتنمية البشرية، ما يستدعي رفض المجتمع الدولي".
ووجهت روسيا والصين في الإعلان المشترك نداء إلى كافة الدول لـ"تعزيز الحوار والثقة المتبادلة وتعزيز التفاهم والدفاع عن القيم الإنسانية العامة، مثل السلام والتنمية والمساواة والعدالة والديمقراطية والحرية، واحترام حق الشعوب في تقرير سبل تطوير دولها، واحترام سيادة ومصالح الدول في مجال الأمن والتنمية، والدفاع عن المنظومة العالمية المبنية على دور الأمم المتحدة المركزي والنظام العالمي المبني على القانون الدولي، والعمل من أجل تحقق تعددية الأطراف الحقيقية، مع أداء الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التابع لها دورا مركزيا ومنسقا في هذا الشأن، والإسهام في إحلال الديمقراطية في العلاقات الدولية وضمان إحلال السلام والاستقرار والتنمية المستدامة على الأرض".
وفيما يلي أهم نقاط الإعلان الروسي-الصيني المشترك:
- روسيا والصين متفقتان على أن الديمقراطية تمثل قيمة إنسانية عامة وليست امتيازا لبعض الدول ويمثل إحلالها والدفاع عنها مهمة مشتركة للمجتمع الدولي بأكمله.
- لدى كل شعب الحق في اختيار سبل إحلال الديمقراطية بناء على ميزات دولته وليس من حق أحد سوى هذا الشعب تقييم مدى ديمقراطية دولته.
- محاولات بعض الدول فرض "معايير ديمقراطية" خاصة بها على بلدان أخرى تمثل إساءة للديمقراطية وتشكل خطرا ملموسا على السلام والاستقرار العالميين والإقليميين وتقوض النظام العالمي.
- ينبغي تطبيق التعاون الدولي في مجال حقوق الإنسان على أساس الحوار متساوي الحقوق بين كافة الدول.
- روسيا والصين تدعوان المجتمع الدولي إلى ضمان توفير الشروط المتكافئة والعادلة والبعيدة عن أي تمييز للتنمية العلمية والتكنولوجية لكافة الدول.
- مسألة منشأ فيروس كورونا المستجد تعود إلى المجال العلمي حصرا وينبغي أن تعتمد البحوث بهذا الشأن على المعرفة الدولية، ولا يجوز تسييس هذه القضية.
- الشعوب مرتبطة ببعضها البعض ولا يجوز لأي دولة ضمان أمنها على حساب أمن دول أخرى.
- على المجتمع الدولي أن يشارك بشكل ناشط في الحوكمة العالمية بغية ضمان الأمن العام المتكامل المستدام وغير القابل للتجزئة.
- روسيا والصين تؤكدان دعمهما لبعضهما البعض في حماية مصالحهما الجذرية وسيادتهما ووحدة أراضيهما وتعارضان تدخل قوى خارجية في شؤونهما.
- روسيا تؤكد التزامها بمبدأ "الصين الواحدة" وتعتبر تايوان جزء لا يتجزأ من الصين.
- روسيا والصين تتعهدان بالتصدي لأي تدخل خارجي في شؤون دول ذات سيادة تحت أي ذريعة كان وتؤكدان معارضتهما لـ"الثورات الملونة" وتعتزمان تطوير التعاون في هذا الصدد.
- روسيا والصين تدينان الإرهاب بكافة أشكاله وتقدمان فكرة تشكيل جبهة عالمية موحدة ضده مع أداء الأمم المتحدة دورا رئيسيا فيها.
- روسيا والصين تعارضان استمرار تمدد حلف الناتو وتحثانه على التخلي عن المناهج الإيديولوجية التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، واحترام سيادة وأمن ومصالح الدول الأخرى.
- روسيا والصين تعارضان تشكيل تحالفات مغلقة ومعسكرات متنافسة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتستمران في بذل مساع بغية إنشاء منظومة أمن شاملة ومنفتحة ومتساوية الحقوق في هذه المنطقة.
- روسيا والصين تحثان القوى النووية على تقليص الاعتماد على ترساناتها النووية في سياساتها الأمنية وسحب كافة أسلحتها النووية المنتشرة خارج حدودها، والحد من تطوير منظومة الدفاعات الصاروخية العالمية واتخاذ خطوات فعالة بغية تقليص خطر اندلاع حروب نووية ونزاعات مسلحة بين دول تملك قدرات نووية.
- روسيا والصين تعربان عن قلقهما البالغ إزاء تشكيل تحالف "أوكوس" الدفاعي بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا وتحذران من أن هذه الخطوة تهدد نظام منع انتشار الأسلحة النووية وقد تؤدي إلى سباق تسلح جديد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
- روسيا والصين تبديان قلقهما البالغ إزاء خطط اليابان تصريف المياه المشعة من محطة "فوكوشيما" إلى المحيط الهادئ.
- موسكو وبكين تدعوان الولايات المتحدة إلى التجاوب إيجابا مع مبادرة الضمانات الأمنية الروسية والتخلي عن خططها لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا.
- الصين تدعم الاقتراحات الروسية بشأن وضع نظام ضمانات قانونية ملزمة بخصوص أمن أوروبا.
- روسيا والصين تعربان عن قلقهما إزاء تطبيق الولايات المتحدة خططها لإنشاء منظومة الدفاع الصاروخي العالمية ونشر مكوناتها في مختلف مناطق العالم بالتزامن مع زيادة قدرات الأسلحة غير النووية عالية الدقة.
- روسيا والصين تؤكدان على أهمية استخدام المجال الفضائي لأغراض سلمية حصرا وتعربان عن معارضتهما لمحاولات بعض الدول تحويل الفضاء إلى ساحة للمواجهة العسكرية.
- روسيا والصين تؤكدان على ضرورة إطلاق التفاوض في أسرع وقت ممكن على توقيع اتفاقية متعددة الأطراف ملزمة قانونيا لمنع سبق تسلح في الفضاء.
- روسيا والصين تعتبران أن الأنشطة البيولوجية العسكرية التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها تشكل خطرا على أمنهما القومي.
- روسيا والصين قلقتان من تسييس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتدعوان أعضاءها إلى تعزيز التضامن والتعاون.
- روسيا والصين تطالبان الولايات المتحدة بالإسراع في تدمير ترسانتها الكيميائية.
- روسيا والصين تعربان عن استعدادهما لتعميق التعاون في مجال الأمن المعلوماتي الدولي والإسهام في بناء فضاء آمن ومنفتح ومستدام لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
- روسيا والصين تؤكدان على التزامهما بالمبادئ الأخلاقية والمسؤوليات والدفاع بحزم عن النظام العالمي الذي تؤدي الأمم المتحدة دورا مركزيا فيه
- روسيا والصين مصممتان على التصدي لمحاولات مراجعة نتائج الحرب العالمية الثانية وتقويض النظام العالمي الذي تم تشكيله بعدها وحماية سمعة الأمم المتحدة ومبدأ العدالة في العلاقات الدولية.
- روسيا والصين تدعوان إلى إنشاء علاقات دولية من نوع جديد مبنية على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون متبادل المنفعة.
- روسيا والصين تدعمان المنظومة التجارية متعددة الأطراف المبنية على دور منظمة التجارة العالمية الرئيسي وتعارضان أي مناهج أحادية الجانب والحمائية.
- روسيا والصين تؤكدان نيتهما تعزيز التنسيق في السياسات الخارجية وتطوير التعاون الثنائي.
المصدر: RT