وفي كلمة ألقاها عبر الفيديو أثناء الدورة الـ 46 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أكد ديندياس على الاهتمام البالغ الذي توليه أثينا لمسألة "الاحترام التام للحقوق الثقافية"، مشيرا إلى أن "من واجب جميع الدول، بغض النظر عن أنظمتها السياسية والاقتصادية والثقافية، الامتناع عن تغيير وضع آثار الثقافة" بدون موافقة مسبقة من قبل المجتمعات المعنية والإبلاغ المسبق لجميع الأطراف المعنية، بما فيها الأجهزة الأممية، ومنها اليونسكو.
وأوضح الوزير أن ما قاله ينطبق أيضا على "تحويل مَعلم آيا صوفيا الأثري إلى مسجد، الأمر الذي يناقض تماما مفاهيم احترام التراث الثقافي. ونحن مع المنظمات والمؤسسات الدولية الأخرى نطالب بإعادة الوضع السابق لهذا المَعلم".
وكانت كاتدرائية آيا صوفيا ("الحكمة الإلهية" باليونانية) أنشئت من قبل الإمبراطور البيزنطي المسيحي، جستينيان الأول، وجرى افتتاحها عام 537 م لتبقى على مدار نحو ألف عام تقريبا أكبر كنيسة مسيحية في العالم. وبعد سقوط الإمبراطورية البيزنطية عام 1453 تحت ضربات العثمانيين، جرى تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، لكن المبنى أصبح متحفا في عام 1934 بموجب مرسوم أصدره مؤسس الدولة التركية الحديثة، كمال أتاتورك، وتم إدراجه في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وفي شهر يوليو من العام الماضي، أعلن مجلس الدولة التركي (وهو أعلى محكمة إدارية في تركيا) بطلان قرار عام 1934 القاضي بتحويل آيا صوفيا إلى متحف، وتلى ذلك صدور مرسوم من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقضي بتحويل المتحف إلى مسجد مرة أخرى، كما كان الحال بعد سقوط الأمبراطورية البيزنطية.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية اليوناني وسط التصاعد الجديد في العلاقات بين أثينا وأنقرة. وقالت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء، أنها قامت بالرد فورا على حادثة "تحرش" أربع مقاتلات يونانية من طراز (F-16) بسفينة أبحاث تركية في المياه الدولية ببحر إيجة.
وقبل أيام من ذلك، أعلنت أثينا احتجاجها على إرسال أنقرة السفينة التي تقوم بمسح جيولوجي في منطقة بالمياه الدولية في بحر إيجة موضع مصالح كل من اليونان وتركيا.
المصدر: "نوفوستي"