وتقع الكاتدرائية في قلب باريس التاريخي ، حيث بنيت على جزيرة وسط نهر السين، ضمن الدائرة الرابعة في باريس.
وبنيت في مكان أول كنيسة في تاريخ باريس، وهي "بازيليك القديس استيفان"، والتي بينت بدورها على أنقاض معبد جوبيتير الغالو-روماني، إله السماء والبرق في المعتقدات الرومانية.
ويعود تاريخ إنشاء الكاتدرائية، التي تمثل تحفة الفن والعمارة القوطية، إلى القرون الوسطى. وبنيت بمبادرة أسقف باريس السابق، موريس دي سولي، في فترة 1163-1345.
واكتسبت الكاتدرائية شهرتها العالمية التي ساعدت على إنقاذها من الدمار، بفضل رواية "أحدب نوتردام" من تأليف الكاتب فيكتور هوغو نشرت في العام 1831. وتعود أحداث الرواية إلى القرن الـ15، ودارت الأجزاء الأكثر أهمية منها في كاتدرائية نوتردام.
وطوال قرون عدة بقيت هذه الكاتدرائية المهيبة والجميلة "قلب" العاصمة الفرنسية النابض، ومثلت جزءا هاما من حياة باريس وفرنسا بأكملها. ووقعت فيها مراسم ملكية وإمبراطورية وحفلات زفاف ملكي وجنازات وطنية.
وفي العهد الحاضر، تجذب كاترائية "نوتردام" المحاطة بهالة من السحر والأساطير والأسرار والقصص العجيبة، الملايين من الزوار والسياح، بهندستها المعمارية المميزة، وتستقبل أكثر من 13 مليون شخص سنويا.
وأدرجت منظمة اليونيسكو كاتدرائية نوتردام ضمن قائمتها للتراث العالمي في العام 1991.
والضرر الذي ألحقه الحريق الذي التهم أجزاء من الكنيسة العريقة مساء الاثنين متسببا بانهيار برجها الفريد وسقفها، هو الأكبر من نوعه بالنسبة لها في التاريخ المعاصر.
المصدر: RT