ويسكن إبراهيم باشا صديق الآن في ضواحي محج قلعة في منزل خاص صغير.
وكان قد تتطوع للخدمة في الجيش الأحمر وهو في السابعة عشرة من عمره، وشارك في معركة ستالينغراد، حيث أصيب بجروح، ودافع عن شبه جزيرة القرم، ثم شارك في معركة كورسك عام 1943 والمعارك من أجل تحرير كل من كييف ولفوف ووارسو، وأخيرا وصل برلين مع القوات السوفيتية. وفي معركة ضارية بدأت في أبريل عام 1945 في برلين، بصفته قائدا لطاقم الرشاشات في فوج الدبابات، قاد رفاقه في الهجوم على النازيين، وأصيبت الدبابة التي كان فيها على أيدي الألمان الذين حاولوا أسر الجنود السوفييت.
وعلى الرغم من إصابته بجروح، دخل إبراهيم باشا في القتال بالسلاح الأبيض مع الأعداء، حيث قتل العديد من الجنود الألمان وضابطا. وتم إجلاؤه من ميدان القتال، فأرسل إلى مستشفى في غرب سيبيريا، حيث عرف خبر الانتصار على ألمانيا النازية في 9 مايو عام 1945.
واعتزمت قيادة فوجه ترشيحه لمنح لقب بطل الاتحاد السوفيتي. إلا أنه لم يحدث ذلك حينها، لكن حصل على أوسمة أخرى، وبينها أوسمة المجد للدرجتين الثانية والثالثة، وسام الحرب الوطنية العظمى وميداليات "الشجاعة"، "الدفاع عن ستالينغراد"، "تحرير وارسو"، "الانتصار على ألمانيا في الحرب الوطنية العظمى" وغيرها.
ونال إبراهيم باشا أخيرا لقب البطل المستحق، لكن ليس من الاتحاد السوفييتي، بل من روسيا، بعد 79 عاما من انتهاء الحرب.
الآن لدى المحارب القديم سبعة أحفاد و12 من أبناء الأحفاد. وتوجد في منزله صورة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ووجهت إليه عام 2015 دعوة للمشاركة في موكب النصر في موسكو، ثم حضر حفل الاستقبال في قاعة القديس جوارجيوس بالكرملين. ولاحظ فلاديمير بوتين المحارب القديم الذي يرتدي قبعة من الفرو، فجاء للتحدث معه. تم التقاط هذه اللحظة من قبل المصور.
ويقول المحارب القديم البالغ من العمر مائة عام إنه لا يزال مليئا بالقوة وسيذهب إلى موسكو للحصول على لقب البطل.
وقالت ابنته تمارا: "عندما أخبرناه أنه تم التوقيع على مرسوم منح لقب بطل روسيا، لم يصدق والدي في البداية وكاد أن يبكي، وكان في انتظار هذا الوسام طوال 79 عاما. وأخيرا تحقق حلمه".
المصدر: كومسومولسكايا برافدا