وصدم خبراء في جامعة جنوب الصين للعلوم والتكنولوجيا، العالم مساء الأحد 25 نوفمبر، عندما ادعوا أنهم نجحوا في إجراء عملية ولادة بعد إدخال التعديل الجيني للأجنة.
وقال الدكتور، هي جيانكوي، كبير العلماء في المشروع، إن الحمض النووي للطفلتين التوأم تعدّل بواسطة أداة تحرير الجينات القوية "CRISPR".
وادعى العالم أن الطفلتين، لولو ونانا، ولدتا قبل أسابيع، ولديهن مقاومة لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة.
ووصف الباحثون من جميع أنحاء العالم هذه التجربة بأنها "غير مسؤولة"، حيث يشكك العديد منهم في الآثار المعنوية والأخلاقية الضارة لها.
وقال عالم بريطاني، وصف التجربة بأنها "وحشية"، إن الباحثين المشاركين كانوا يلعبون "لعبة خطيرة" مع أطفال أصحاء.
ويعد تحرير وتعديل الجينات الوراثية تجربة محظورة في بريطانيا والولايات المتحدة وفي أجزاء أخرى كثيرة من العالم، وذلك لأن تأثيراته طويلة الأمد على الصحة العقلية والجسدية غير مفهومة بشكل جيد، إلى حد كبير.
وتنطوي هذه التقنية على احتمال أن يؤدي الحمض النووي المعدل إلى تشويه جينات أخرى، وهي طفرات خطيرة محتملة يمكن نقلها إلى الأجيال القادمة.
وقالت الدكتورة، كاثي نياكان، من معهد فرانسيس كريك في لندن: "إذا كان هذا صحيحا فإن التقرير مثير للقلق. سيكون هذا استخداما غير مسؤول وغير أخلاقي وخطير للغاية فيما يتعلق بتكنولوجيا تحرير الجينوم. وبالنظر إلى الشكوك الكبيرة المتعلقة بالسلامة، بما في ذلك احتمال حدوث آثار جانبية ضارة غير مقصودة، فمن السابق لأوانه محاولة القيام بذلك."
كما قال البروفيسور، جوليان سافوليسكو، مدير مركز Uehiro للأخلاقيات العملية بجامعة أوكسفورد، إن التجربة تعرض الأطفال الأصحاء لمخاطر الهندسة الوراثية "دون أي فائدة ضرورية. وإذا كان هذا صحيحا، فهذه التجربة وحشية".
ودعا بعض العلماء إلى إدخال معاهدة دولية حول أبحاث الأجنة، لوقف التجارب المماثلة في المستقبل.
وقالت البروفيسورة، دارين غريفين، عالمة الوراثة في جامعة Kent: "في عالم يحاول فيه العلماء، على وجه العموم، أن يكونوا مدركين للمسائل الأخلاقية والاجتماعية المحيطة بالعمل الذي نقوم به، يعود بنا هذا التقرير إلى العصر الحجري. لا يمكن النظر إلى العلماء على أنهم يحاولون المضي قدما في غياب القيود الأخلاقية".
ومع ذلك، فإن عالم الوراثة الشهير، البروفيسور جورج تشيرش، الأستاذ بجامعة هارفارد، دافع عن محاولة تحرير الجين بهدف منع عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، والذي وصفه بأنه "تهديد رئيس للصحة العامة".
وأوضح الدكتور جيانكوي، أن هدفه من العملية لم يكن الشفاء من المرض الوراثي أو الوقاية منه، بل محاولة إعطاء سمة لا يتمتع بها إلا عدد قليل من الناس، وهي القدرة على مقاومة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
وأعلن "هي" عن تجربته، يوم الاثنين 26 نوفمبر الجاري، في هونغ كونغ، إلى منظم لمؤتمر دولي حول تحرير الجينات، من المقرر أن يبدأ يوم الثلاثاء 27 نوفمبر، وكذلك في مقابلة خاصة مع وكالة Associated Press.
وفي السنوات الأخيرة، اكتشف العلماء طريقة سهلة نسبيا لتحرير الجينات، عبر أداة تُعرف باسم "CRISPR-cas9"، تتيح العمل على الحمض النووي لإضافة جين ضروري أو تعطيل أحد العوامل المسببة للمشكلات الصحية.
ولم تُجرّب هذه الطريقة إلا حديثا على البالغين لعلاج الأمراض الفتاكة، مع تقييد جميع التعديلات الوراثية، ما يعني أنه لا يمكن للمرضى نقلها إلى أطفالهم.
يذكر أن تحرير الحيوانات المنوية أو البويضات أو الأجنة أمر مختلف، حيث يمكن توريث التغيير والتعديل المطبق عليها.
المصدر: ديلي ميل