وأوتزي هو رجل الثلج أو رجل الجليد، وهي أسماء أعطيت لمومياء رجل حُفظت بشكل طبيعي في الجليد منذ العصر النحاسي (حوالي3400 ق.م) في أعالي جبال الألب، على الحدود بين النمسا وإيطاليا.
والمومياء المحنطة لرجل يبلغ من العمر 46 عاما، عثر عليه بملابسه ومقتنياته الشخصية.
ويقول الباحثون إن الأنماط الغريبة التي تم اكتشافها حول بعض المفاصل في جسم المومياء، قد تكون دليلا على وجود نظام طبي متطور بشكل مدهش.
وتركز بعض هذه الخطوط والنقاط حول النقاط التقليدية المستخدمة في عملية الوخز بالإبر التي يمكن أن تشفي الألم في كاحله المسنن والمعصمين.
ومنذ اكتشاف المومياء، أجرت فرق متعددة من العلماء فحوصات مختلفة عليها، ومع كل دراسة تظهر اكتشافات جديدة.
ويعتقد بأن رجل الثلج أصيب بسهم أدى إلى موته، وقطع العصب في كتفه وأصاب أحد الأوعية الدموية الرئيسية.
واكتشف وشم أوتزي، في عام 2015، وتم إنشاؤه بواسطة سلسلة من الشقوق الصغيرة في جلده والتي تم فركها بالفحم.
وكان ألبرت زينك، من معهد أبحاث المومياء في بولزانو، في مقاطعة جنوب تيرول الإيطالية، واحدا من العلماء الذين عملوا على الدراسة الجديدة، ويقول إن أحدث النتائج تشير إلى أن الرعاية الصحية في عصر رجل الثلج كانت متطورة بشكل مدهش.
وقد وجدت الأبحاث السابقة أن أوتزي كان يتناول مجموعة من "الأدوية" للعديد من الأمراض التي كان يعاني منها، وشمل ذلك آثار نوع من الفطريات، ووجدت في متعلقاته أدوية مضادة للالتهابات ومضادات حيوية.
كما تمكن العلماء من العثور في جسم المومياء، على بقايا السرخس السام، والتي استخدمت لمكافحة الطفيليات المعوية في معدته.
وكل هذا يشير إلى أن أوتزي كان يمتلك جزءا من المعرفة الثقافية عن التشريح وكيفية عمل بعض الأمراض، على الرغم من عدم وضوح مدى فعالية العلاجات.
وقال زينك إن المومياء مكنتهم من "إعادة تقييم المشكلات الصحية المختلفة للرجل الآسيوي، بما في ذلك الأمراض المشتركة، ومشاكل الجهاز الهضمي والتكلسات الشريانية"، وأضاف قائلا: "مع اكتشاف وجود فطريات ونباتات فعالة طبيا، نتوقع أن الرعاية والعلاج كانا شائعين بالفعل خلال فترة رجل الثلج".
المصدر: ديلي ميل