وقدم تحليل الأسنان اللبنية من هياكل عظمية اكتُشفت في موقع Northamptonshire الذي يعود للقرن العاشر، مؤشرا أكثر موثوقية للباحثين حول الآثار السلبية للنظام الغذائي والصحة، مقارنة مع التحليل التقليدي لعينات العظام.
وفحص الباحثون العاج، وهو النسيج العظمي الصلب تحت مينا الأسنان. ومن خلال ذلك، تمكنوا من معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من سوء التغذية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من التطور داخل الرحم.
ويعتقد الباحثون أن تحليل أسنان الأطفال الحديثة بالطريقة نفسها، يمكن أن يحمل مفتاح مكافحة أمراض مثل البدانة والسكري وأمراض القلب.
وتشير الأدلة إلى أن نمط هذه الأمراض يتم تحديده قبل سن الثانية، كما توضح الدراسة الحديثة أن الباحثين قاموا بقياس الصحة ما قبل الولادة بهذه الطريقة.
ويقول الباحثون إنه يمكن للأطباء استخدام هذه الطريقة لتحديد أكثر الأطفال ضعفا، ما يؤدي إلى اتخاذ إجراءات وقائية خلال السنوات الأولى من حياتهم.
ودرس باحثو جامعة برادفورد الأطفال الذين تم دفن رفاتهم في مستوطنة، Raunds Furnells، التي تقع بجوار نهر Nene، وقد تأسست في القرن السادس للميلاد. وبعد حوالي 300 سنة، بنيت كنيسة صغيرة حول المقبرة.
ومن خلال مسح سن واحد فقط مأخوذ من كل من الأطفال البالغ عددهم 18 و5 نساء، تمكن الباحثون من الحصول على مؤشر عن صحة الأمهات.
وتعد أحدث النتائج المرة الأولى التي يتم فيها قياس البيانات الموثوقة "في الرحم" (قبل الولادة)، بهذه الطريقة.
وبالإضافة إلى الأهمية الأثرية لهذه التقنية، تعتقد الدكتورة جوليا بومونت، أن هذه الطريقة لها تطبيق مباشر في الطب الحديث.
وأوضحت قائلة: "هناك عوامل توافقية متزايدة، مثل انخفاض الوزن عند الولادة، يكون لها تأثير كبير على احتمال تطور أمراض مثل، أمراض القلب والسكري والبدانة. ومن خلال تحليل أسنان الحليب للأطفال حديثي الولادة بالطريقة نفسها، يمكننا رؤية عوامل الخطر التي من المحتمل أن تواجههم في الحياة اللاحقة، ما يساعد على اتخاذ تدابير التخفيف من هذه المخاطر".
وتبدأ أسنان الأطفال بالتطور قبل الولادة، ولكن في معظم الحالات لا تبرز حتى بلوغ الفترة العمرية بين 6 و12 شهرا.
ووجدت الدراسة المنشورة في المجلة الأمريكية للإنثروبولوجيا الفيزيائية، أن هذه الأسنان أعطت مؤشرا أكثر موثوقية من آثار النظام الغذائي والصحة المأخوذة من عينات العظام.
المصدر: ديلي ميل