وفي مقال نشرته مجلة Cryosphere العلمية الإلكترونية، يقول نيكولاس باراند، من جامعة بيرمنغهام البريطانية:
"على الرغم من صغر هذه الأرقام التي تمثل جزءا صغيرا من الارتفاع الحقيقي لسطح البحر، حينما يذوب الجليد على الأرض والكتل الجليدية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، إلا أن استمرار هذه الظاهرة يمكن أن يؤثر على حياة سكان الجزر والمدن الساحلية".
واعتقد العلماء لفترة طويلة أن التغيرات المناخية تهدد بالقضاء على الاحتياطي الجليدي الشمالي (جليد القطب الشمالي وغرينلاند)، بيد أن هذه التوقعات قد تغيرت بعدما اكتشف العلماء علامات تفيد بزوال جزء كبير من جليد القطب الجنوبي قبل الشمالي، ما سيؤدي إلى ارتفاع كارثي لمستوى سطح البحر.
وقد أكدت متابعات وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، ووكالة الفضاء الأوروبية على أن أضعف موقع للزوال هو ما يسمى جليد "لارسن"، الذي بدأ يتفكك بالفعل عام 1995. لكن هذه الكتلة الجليدية الضخمة جدا، والتي يصل وزنها إلى تريليون طن، لا تزال، لحسن الحظ، عند القطب الجنوبي، ولم تتحرك باتجاه المياه الدافئة، ما يؤخر ذوبانها.
فذوبان لارسن، وفقا لحسابات العلماء، لم يرفع من مستوى سطح البحر سوى 4 ميلليمترات فقط، وهو ما لا يتجاوز حدود الأخطاء النموذجية في القياسات. ولكن من جانب آخر، فإن ذوبان جليد القطب الجنوبي، مثل كتلة جليد جورج السادس، ستكون عواقبه كارثية، حيث من المتوقع حينها ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 2.2 سنتيمتر، ما سيؤثر سلبا على الحياة في كثير من جزر المحيطين الهادئ والهندي.
المصدر: نوفوستي