قدم العلماء منذ فترة طويلة أدلة على الآثار الضارة للتلوث، وتبين الدراسة الجديدة وجود صلة قوية بين التلوث والصفات السلوكية السيئة التي قد تكون ناجمة عن التغييرات في الدماغ.
وتشير الأبحاث إلى أن الجسيمات الصغيرة والسامة تضر بالخلايا العصبية المسؤولة عن العواطف وصنع القرار، وحوالي 75% من المراهقين المشاركين في الدراسة، من لوس أنجلوس، تعرضوا لمستويات غير صحية من هذه الجسيمات.
ويقول العلماء من جامعة جنوب كاليفورنيا إن هذه الجسيمات تزحف إلى الأدمغة في مرحلة التطور، وهذا ما يتسبب في حدوث التهاب يؤدي في نهاية المطاف إلى السلوك المعادي للمجتمع.
ووجدت الدراسة التي شملت ما يقارب 700 شخص تحت سن 19 عاما، أن أولئك الذين تعرضوا لأبخرة حركة المرور كانوا أكثر عرضة للانغماس في السلوك المعادي للمجتمع عندما يكبرون.
وتشمل هذه السلوكيات الكذب أو الغش أو السرقة أو التخريب أو الحرق العمد أو تعاطي المخدرات.
وقالت المؤلفة الرئيسة للدراسة ديانا يونان، من جامعة جنوب كاليفورنيا، إن التعرض للهواء الملوث يمكن أن يكون له تأثير على الشباب مماثل للتعرض للرصاص، والذي كان مرتبطا أيضا بجنوح الأحداث.
ويضيف هذا الاكتشاف دليلا آخر على خطر التلوث الذي يمكن أن يلحقه بالدماغ، خاصة عندما يكون في مرحلة التطور.
وأظهرت الأبحاث السابقة وجود صلات بين تلوث الهواء وزيادة خطر الإصابة بالمرض العقلي بين الأطفال والخرف والسكتات الدماغية لدى كبار السن.
وتقول الدكتورة يونان إن "PM2.5"، وهي الجسيمات المعلقة الدقيقة التي تتكون من الغبار والسخام، تعرف بكونها ضارة للغاية على الصحة البدنية والعقلية على حد سواء. وأوضحت أن "هذه الجسيمات الصغيرة والسامة تزحف إلى جسمك، مما يؤثر على رئتيك وقلبك".
كما أشارت الدكتورة يونان، وهي باحثة مساعدة في الطب الوقائي في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، إلى أن "PM2.5" تضر بشكل خاص تطور الدماغ لأن بإمكانها التأثير على بنيته والشبكات العصبية فيه، فضلا عن تأثيرها على سلوكيات المراهقين.
وهذه الجسيمات المعلقة تنتج عن عوادم السيارات فضلا عن المصادر الصناعية والطبيعية الأخرى.
وأكد الباحثون أن الرصاص وPM2.5، عوامل بيئية يمكننا التخلص منها من خلال تظافر الجهود وتغيير السياسات البيئية.
المصدر: ديلي ميل
فادية سنداسني