مباشر

الكونغرس الأمريكي يفتح تحقيقا حول استخدام القراد كسلاح بيولوجي

تابعوا RT على
بعد عقود من التكتم والجدل العلمي، تتحول النظريات المثيرة حول دور برنامج الأسلحة البيولوجية الأمريكي خلال الحرب الباردة في انتشار مرض لايم، إلى موضوع تحقيق رسمي.

فبتوجيه من الكونغرس الأمريكي، يستعد مكتب المحاسبة الحكومي (GAO) للبحث في الأرشيف السري لثلاث وكالات فدرالية، بحثا عن إجابة لسؤال ظل  يطارد آلاف المرضى لعقود: هل تمت فعلا تجارب على "تسليح القراد" ونشره كسلاح بيولوجي، وكانت النتيجة غير المقصودة هي وباء لايم الحالي؟.

ويأتي هذا التحقيق الاستثنائي في لحظة حرجة، حيث تشهد الولايات المتحدة أرقاما قياسية للإصابات بالأمراض المنقولة بالقراد، وسط تصاعد المطالبات الشعبية بكشف الحقيقة.

وتقف وراء المبادرة جهود النائب الديمقراطي عن نيوجيرسي، كريس سميث، الذي يترأس تجمع الكونغرس الخاص بمرض لايم، ويحفزه ارتفاع معدلات الإصابة في ولايته بشكل لافت، إلى جانب الروابط التاريخية الغامضة التي تشير إليها بعض الأدلة.

وتعود جذور هذه الادعاءات المثيرة للجدل بشكل أساسي إلى كتابات ومقابلات مع العالم السويسري-الأمريكي الراحل ويلي بورغدورفر، الذي اكتشف البكتيريا المسببة لمرض لايم وسميت باسمه.

وقد كشفت هذه المصادر عن عمله السابق كباحث في البرنامج العسكري للأسلحة البيولوجية، حيث زعم قيامه وفريقه بحقن الحشرات كالقراد والبراغيث بمسببات أمراض متنوعة، ودراسة سيناريوهات لنشرها من الجو، بل وتجارب إطلاق قراد مشع لتتبع مدى انتشاره.

إلا أن هذه الروايات تصطدم بجدار من الرفض العلمي والحكومي القوي. فالعلماء يستندون إلى أدلة أحفورية تثبت وجود بكتيريا لايم في أمريكا الشمالية قبل القرن العشرين بوقت طويل، واصفين هذه النظرية بأنها "مؤامرة مدحوضة".

كما أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بيانا رسميا نفت فيه بشكل قاطع قيام منشأة جزيرة "بلام" للأبحاث، المحاطة بهالة من الغموض والاشتباه، بإجراء أي أبحاث تتعلق بمرض لايم على الإطلاق.

يذكر أن هذا التعديل التشريعي الذي قدمه سميث يمثل محاولته الثالثة، بعد أن نجحت محاولتان سابقتان في عبور مجلس النواب لكنهما تعثرتا في مجلس الشيوخ. ويهدف التحقيق الجديد إلى وضع حد نهائي للجدل المستمر منذ سنوات، عبر فحص مستقل وشامل للأرشيف والوثائق التاريخية للجيش الأمريكي، والمعاهد الوطنية للصحة، ووزارة الزراعة، في الفترة بين 1945 و1975.

وبهذا، تتحول قضية ظلت لعقود حبيسة الكتب والإشاعات، إلى ملف مفتوح على طاولة التحقيق في أروقة الكونغرس. وتعد هذه محاولة أخيرة لفصل الحقيقة التاريخية عن الأسطورة، ولتقديم إجابة قاطعة للمصابين الذين ينظرون إلى ماض غامض باحثين عن أصل ألمهم الحالي، في واحدة من أكبر الأزمات الصحية المرتبطة بالقراد في أمريكا الشمالية.

جدير بالذكر أن مرض لايم هو عدوى بكتيرية تنتقل بشكل أساسي عبر لدغات القراد المصاب. وتشمل أعراضه المبكرة الشائعة طفحا جلديا مميزا يشبه عين الثور، إلى جانب الحمى والتعب والصداع وآلام العضلات والمفاصل. وإذا ترك دون علاج، يمكن أن ينتشر المرض ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل التهاب المفاصل المؤلم، ومشاكل في الجهاز العصبي مثل شلل الوجه، وضعف الذاكرة، واضطرابات في نبض القلب.

المصدر: ديلي ميل 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا