ومهّد هذا الاكتشاف للعلماء الطريق لإجراء دراسات مماثلة على جينومات السارماتيين والخزر والقبائل الروسية والفنلندية الأوغرية القديمة، وفقا للأكاديمي نيقولاي ماكاروف، مدير معهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم الروسية.
وقد أجريت في روسيا أكبر دراسة جينية لمنطقة سكيثيا الكبرى، حيث خلصت الدراسة، نقلا عن جامعة "سيريوس" الروسية، إلى أن السكيثيين (القرن الثامن قبل الميلاد - القرن الرابع الميلادي) في منطقة شمال البحر الأسود، وجبال القوقاز، ومنطقة الدون الأوسط كانوا في الغالب من أصل أوروبي، مع تواصل محدود مع البدو الرحل الآسيويين. وتوصل إلى هذه الاستنتاجات فريق متعدد التخصصات بقيادة الأكاديمي يفغيني روغاييف، مدير مركز علم الوراثة.
وأظهر تحليل الحمض النووي للسكيثيين أنهم شكلوا المكون الجيني الرئيسي لمجموعات العصر البرونزي الأوروبية، مع وجود تباين جيني كبير بين مجموعات السكيثيين، ما يشير إلى ديناميكيات معقدة للاستيطان والتفاعل.
كانت أراضي سكيثيا العظمى تمتد من الساحل الشمالي للبحر الأسود إلى أعالي ووسط نهر دنيستر. وقام علماء الوراثة القديمة بفك شيفرة الجينوم لـ131 سكيثيا، وعُثر على رفاتهم في تلال دفن بمنطقة البحر الأسود، وسفوح جبال القوقاز، والمجرى الأوسط لنهر الدون.
وأوضحت وكالة "تاس" الروسية: "للمرة الأولى، نجح العلماء في الحصول على تسلسلات جينومية كاملة للسكيثيين من فترات تاريخية مختلفة، بالإضافة إلى تسلسل جينومات جيرانهم من حضارات كوبان وميوتيا وبيانوبورسك".
وأظهرت النتائج أن السكيثيين كانوا أقرب صلة بسكان بولندا ودول البلطيق والدنمارك وشمال غرب روسيا، مع احتمالية أن يكون العديد منهم ذوي شعر أشقر، بينما كان لدى البعض الآخر عيون زرقاء وشعر أحمر، ما يتوافق مع أوصاف المؤرخ الإغريقي هيرودوت. وكان لون بشرتهم غالبا برونزيا، وفقا لما ذكره المؤرخون القدماء، ويعزى ذلك إلى تنوع في جين HFE المرتبط باضطرابات استقلاب الحديد.
ولم يظهر السكيثيون تنوعا واسعا في الجينات "الآسيوية" المرتبطة بعدم تحمل الكحول، ولم يكن لديهم التنوع "الأوروبي" في جين LCT المسؤول عن هضم الحليب في مرحلة البلوغ، ما يشير إلى أنهم إذا استهلكوا الحليب، فكان غالبا على شكل منتجات ألبان مخمرة.
المصدر: تاس