كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة ChemSystemsChem أن الحياة على الأرض ربما نشأت في هلاميات لزجة على أسطح المعادن أو الصخور أو التربة، وهي بيئات نشطة قد تكون نظمت الجزيئات وعززت التفاعلات الكيميائية في المراحل المبكرة للأرض.
وتختلف هذه النظرية عن النماذج التقليدية التي تركز على الجزيئات الفردية أو سلاسل الأحماض النووية القصيرة، حيث يرى الباحثون أن هذه الهلاميات احتفظت بالمواد ومنعت انتشارها، وحافظت على استقرار البيئة، مما أوجد ظروفا مناسبة لعمليات الأيض الأولية قبل ظهور الخلايا الأولى بوقت طويل.
وأشار الباحثون إلى أن الهلاميات أدت وظائف متعددة، منها تراكم الجزيئات، والاحتفاظ بالمركبات بشكل انتقائي، وتخفيف تقلبات درجة الحرارة والرطوبة، فضلا عن تعديل التركيب الكيميائي للماء. كما أن التركيز الموضعي العالي للمواد المتفاعلة زاد من احتمال تكوين سلاسل طويلة من الحمض النووي الريبوزي (RNA) والبروتينات، وشكل سطح الهلام دعامة لتفاعلات جزيئية دقيقة.
وتعد هذه "المختبرات الصغيرة" أساسا لأولى الأنظمة ذاتية التكاثر والوراثة الأولية، مما مهد الطريق للتطور البيولوجي لاحقا.
وبالإضافة إلى ذلك، يرى الباحثون أن بنى هلامية مماثلة قد توجد على كواكب أخرى، حيث يمكن أن تركز الأنظمة الكيميائية وتنظم نفسها في هياكل تدعم تفاعلات الحياة البدائية، ما يفتح آفاقًا جديدة في البحث عن الحياة خارج الأرض.
ويخطط الفريق في التجارب القادمة لإعادة إنتاج ظروف الأرض المبكرة لاختبار كيفية تكوين المواد الكيميائية للهلام في الطبيعة، وفهم تأثير تركيبها على حركة التفاعلات، مما قد يساعد على توضيح كيفية تطور الأنظمة الكيميائية البسيطة إلى أولى أشكال الحياة.
المصدر: gazeta.press