أطلس رقمي جديد يكشف الحجم الحقيقي للإمبراطورية الرومانية
كشف "أطلس" رقمي جديد نشر يوم الخميس عن أن شبكة الطرق الرومانية القديمة التي امتدت لمسافة مذهلة تزيد بنسبة 50% عما كان معروفا سابقا، وهو ما يتحدى التصورات السائدة منذ زمن طويل.
ويستفيد هذا العمل الذي يحدث "أطلسا" جمع قبل 25 عاما، من التطورات التكنولوجية والمصادر التي أصبحت متاحة حديثا لتحسين تحديد مواقع الطرق القديمة بدقة كبيرة.
The Roman Empire’s Vast Road Network—186,000 Miles of It—Has Just Been Mapped in a New Digital Atlas
— Paul Quibell-smith 🔶 (@QuibellPaul) November 7, 2025
https://t.co/zu4j6OAyZk

تونس.. اكتشاف كنز فينيقي نادر يفشي أسرار طقوس قرطاج الدينية
وعلى مدار خمس سنوات، فحص علماء الآثار عن طريق سبر السجلات التاريخية والمجلات القديمة ومواقع المعالم الأثرية بدقة. ثم استخدموا صور الأقمار الصناعية والتصوير الجوي، بما في ذلك صورا من الحرب العالمية الثانية جرى رقمنتها حديثا، للعثور على أدلة.
وحلل العلماء التضاريس، حيث أشارت المصادر القديمة إلى طرق مفقودة، من الأعلى بحثا عن آثار خفية. وشمل ذلك اختلافات طفيفة في الغطاء النباتي، أو تباينات التربة، أو تغيرات في الارتفاعات، إلى جانب علامات الهندسة الرومانية مثل التلال المرتفعة أو سفوح التلال المشذبة، ما كشف في النهاية عن المسارات المنسية.
وقال عالم الآثار والمشارك في الدراسة المنشورة في مجلة "ساينتيفك داتا" توم بروغمانس: "أصبح الأمر بمثابة لعبة ضخمة لربط النقاط على نطاق قاري".
كما تتوفر البيانات وخريطة رقمية تفاعلية عبر الإنترنت للباحثين ومعلمي التاريخ أو أي شخص مهتم بتاريخ روما القديمة.
وأوضح بروغمانس، الباحث في جامعة آرهوس بالدنمارك، أن الأبحاث السابقة ركزت على "طرق الإمبراطورية الرومانية السريعة"، أي الطرق الرئيسية التي تذكر غالبا في السجلات التاريخية المألوفة. بينما تملأ الخريطة المحدثة تفاصيل أكثر غموضا حول "الطرق الثانوية، مثل الطرق الريفية التي ربطت بين الفيلات والمزارع" ومواقع أخرى.

"قد يكون أول معبد في التاريخ".. اكتشاف "مبنى غامض" عمره 5 آلاف عام في العراق
وكان الباحثون قد قدروا في السابق امتداد الطرق الرومانية بنحو 117163 ميلا (188555 كيلومترا). بينما يظهر العمل الجديد قرابة 186 ألف ميل (300 ألف كيلومتر) من الطرق عبر أراضي الإمبراطورية الرومانية، ما كان يسمح بالسفر من إسبانيا إلى سوريا.
وأضافت الدراسة الكثير إلى معرفة علماء الآثار بالطرق القديمة في شمال إفريقيا وسهول فرنسا وشبه جزيرة بيلوبونيز في اليونان.
وصرح عالم الآثار بنجامين دوكي من المعهد الأثري الألماني في برلين، والذي لم يشارك في المشروع، بأن "هذا العمل سيكون أساسيا للغاية للعديد من الأبحاث الأخرى". لكنه لفت إلى تحذير واحد، وهو أنه ما يزال من غير الواضح ما إذا كانت جميع هذه الطرق مفتوحة ونشطة في نفس الوقت.
وأكد بروغمانس أن القدرة على تصور المسارات القديمة التي سلكها المزارعون والجنود والدبلوماسيون الرومان وغيرهم من المسافرين، ستمنح فهما أفضل للاتجاهات التاريخية الرئيسية التي اعتمدت على حركة الناس خلال العصر الروماني، بما في ذلك صعود المسيحية عبر المنطقة وانتشار الأوبئة القديمة.
بدوره، قال المعد المشارك وعالم الآثار آدم باجوت من جامعة برشلونة المستقلة: "ترك الرومان تأثيرا هائلا من خلال شبكة الطرق هذه"، التي وضعت المخطط الأساسي للعديد من الطرق التي ما تزال مستخدمة حتى اليوم.
وأضاف أن المنجزات الهندسية الرومانية لبناء الطرق وصيانتها - بما في ذلك الجسور الحجرية المقوسة والأنفاق عبر التلال - ما تزال تشكل جغرافيا واقتصاد منطقة البحر المتوسط وما وراءها.
المصدر: إندبندنت
إقرأ المزيد
بعد ألفي عام من الغموض.. اكتشاف في بومبي يحل لغز الخرسانة الرومانية ذاتية الترميم
لطالما احتلت الخرسانة الرومانية القديمة مكانة أسطورية في تاريخ الهندسة، حيث صمدت هياكلها الضخمة لأكثر من ألفي عام بينما تتهاوى نظيراتها الحديثة بعد عقود قليلة.
العثور على "بومبي الإسلامية" الغارقة منذ 6 قرون
أعلن باحثون من الأكاديمية الروسية للعلوم عن العثور على آثار مدينة غارقة تحت مياه بحيرة "إيسيك كول" في قرغيزستان، في كشف يذكر بالأسطورة الشهيرة لأطلنطس.
نقوش أثرية بأربع لغات تؤكد تعاطي المصريين القدماء للأفيون
كشفت دراسة جديدة أن تعاطي الأفيون ربما كان عادة يومية ثابتة في حياة المصريين القدماء، حيث توصل علماء من متحف ييل بيبودي إلى أدلة ملموسة على ذلك.
روسيا.. العثور على كهرمان عمره أكثر من 100 مليون سنة!
شهدت مقاطعة "كوزباس" الروسية اكتشافا مذهلا، إذ تمكن علماء الآثار والجيولوجيون من العثور على قطعة فريدة من الكهرمان عمرها أكثر من 100 مليون سنة.
"الحقيقة المفقودة" تُكشف بعد 6 قرون.. "أسطورة" أدبية عربية وراء رواية اجتياح الطاعون لطريق الحرير
لأكثر من ستة قرون، ظلت قصة الانتشار السريع للطاعون الأسود عبر طرق الحرير تروى كحقيقة تاريخية راسخة. لكن بحثا جديدا يكشف أن هذه الرواية قد تكون مجرد أسطورة نجمت عن سوء فهم أدبي.
التعليقات