أفادت وكالة أنباء "شينخوا" بأن دراسة جينومات الإنسان القديم من مقاطعة شاندونغ في شرق الصين ألقت الضوء على مسارات الهجرة المعقدة في شرق آسيا على مدى الـ6000 عام الماضية.
وتقدم الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Communications بيانات جديدة حول كيفية هجرة واختلاط البشر القدامى بين المناطق الشمالية الساحلية، والمناطق الداخلية للصين والجزر المجاورة.
وقام فريق من العلماء بقيادة (فو تشياومي) من معهد المتحجرات القديمة وعلم الإنسان القديم التابع لأكاديمية العلوم الصينية بتحليل الجينومات النووية لـ85 فردا دفنوا في 11 موقعا أثريا في شاندونغ يعود تاريخها إلى ما بين 6000 و1500 عام ق.م. وأظهرت الدراسة أن المجموعات البشرية من شمال وجنوب شرق آسيا بدأت في الاختلاط في المناطق الساحلية قبل 7700 عام على الأقل، أي في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقا.
وأظهرت البيانات الجينية لسكان شياوجينغشان التي تعود إلى فترة ما قبل 7700 عام، روابط قوية مع جنوب شرق آسيا، وكذلك مع السكان القدامى في حوض نهر هيلونغجيانغ. كما تُبرز الدراسة موجتين كبيرتين من التأثير الجيني من المناطق الداخلية الشمالية لـ شاندونغ على المناطق الساحلية خلال فترة حضارة داوينكو (6000-4600 عام مضت) وفي الفترة المبكرة من عصور الأسر القديمة (3500-1500 عام مضت). ولم تكن هذه الهجرات معروفة من قبل، مما يشير إلى ديناميكيات ديموغرافية معقدة.
ومن بين الاكتشافات البارزة كان تحديد الروابط الجينية بين سكان شاندونغ والقدامى من سكان جزيرة مياكو (جزء من أرخبيل ريوكيو في جنوب اليابان). وكان سكان مياكو قبل 500 عام يحملون حوالي 75% من الجينات من مجموعات شاندونغ في فترة لونغشان (4600-4000 عام مضت). والباقي جاء من جينات السكان الأصليين من الصيادين والجامعين في الأرخبيل الياباني. وأوضح هذا الاكتشاف مصدر المكون الشرقي الآسيوي الغامض سابقا في السلالة الجينية لسكان جزر ريوكيو، ويشرح الاختلافات الجينية بين سكان الأرخبيل وبقية مناطق اليابان.
وتُؤكد نتائج الدراسة دور شاندونغ كجسر جيني يربط بين مناطق مختلفة من شرق آسيا على مدى آلاف السنين.
المصدر: تاس