ويقول البروفيسور تشارلي كريك: "بهذا الابتكار نوجه ضربة مزدوجة للورم. وتسمح لنا هذه الطريقة بتدمير الأورام الخبيثة تماما حتى قبل أن تكتسب خلاياها مناعة ضد تأثيرات العلاج المناعي أو الإشعاع. والميزة الخاصة لهذه الطريقة هي إمكانية حساب جرعة الإشعاع الآمنة الأكثر فعالية".
ويشير البروفيسور، إلى أن العلماء ابتكروا قبل عدة سنوات جسما مضادا يمكنه الارتباط بشكل انتقائي بخلايا العديد من أنواع الأورام في الرئتين والمستقيم والمثانة وأعضاء الجسم الأخرى. وجميع هذه الأورام تنتج عددا كبيرا من جزيئات بروتين K-Ras التي تسرع تكاثر الخلايا السرطانية.
ووفقا له يؤدي كبح نشاط هذا البروتين بمساعدة الأجسام المضادة إلى تباطؤ كبير وموت جماعي للخلايا السرطانية، ولكن مع مرور الوقت، تنخفض فعاليتها ويبدأ السرطان في النمو بسرعة. ولمنع حدوث هذا السيناريو، أجرى علماء الأحياء في الولايات المتحدة تعديلا على الأجسام المضادة التي ابتكروها يسمح بربط نوى اللوتيتيوم-177 والأكتينيوم-225 الثقيلة وعناصر أخرى غير مستقرة تستخدم في العلاج الإشعاعي بها.
واختبر العلماء عمل هذه الأجسام المضادة على فئران زرعت في أجسامها عينات من الأورام مع حدوث طفرات في بروتين K-Ras، المستخرج من المثانة والرئتين وأنسجة أخرى في جسم الإنسان. وأظهرت النتائج أن العلاج المركب دمر الأورام تماما ولم يسبب انخفاضا خطيرا في وزن القوارض، كما أنه لم يقلل من مستوى نشاطها البدني.
ووفقا للباحثين، يسمح غياب الآثار الجانبية المرئية لهذه الطريقة في العلاج بتقليل جرعة الإشعاع المطلوبة لتدمير الأورام بالكامل. ويأمل العلماء أن تساعد التحسينات اللاحقة في بنية الأجسام المضادة بزيادة كفاءة توصيل العلاج الإشعاعي إلى الخلايا السرطانية، ما سيزيد من فعاليته في علاج العديد من أشكال الأورام المختلفة.
المصدر: تاس