الأمر الذي أدى إلى تكاثر الطحالب في الأحواض المائية العذبة المحلية. أفادت بذلك الخدمة الصحفية للكلية الملكية في لندن.
وقال دافيد لوميو الباحث في الكلية الملكية بلندن إن جنوب إفريقيا أصبح أكثر حرارة وجفافا مع تغير المناخ، مما يعني أن جميع مصادر المياه الصالحة للشرب في المنطقة ستصبح أقل. وقد بيّن تحليلنا كيف يمكن أن تؤدي هذه التغييرات بسبب ارتفاع درجة الحرارة إلى عواقب كارثية على حيوانات وسكان جنوب إفريقيا".
وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة ملابسات نفوق أكثر من 300 فيل في بوتسوانا والذي حدث في مارس 2020 في دلتا نهر أوكافانغو، وهي موطن أحد أكبر تجمعات الفيلة في هذا الكوكب. وغالبا ما تظهر بحيرات مؤقتة وأحواض مائية أخرى في هذه الدلتا التي تعتبر مصدرا للماء بالنسبة إلى للحيوانات المحلية.
ولاحظ العلماء أن النفوق الجماعي للفيلة في بوتسوانا كان مصحوبا بازدهار سريع للبكتيريا الزرقاء، مما دفعهم إلى الاعتقاد في وجود صلة بين هذه الأحداث. ومن أجل اختبار هذه الفرضية قام العلماء بدراسة صور الأقمار الصناعية لدلتا نهر أوكونغو في الفترة من 2017 إلى 2020، ولاحظوا عليها تلك الأحواض المائية التي غالبا ما تحدث فيها موجات ازدهار للطحالب.
وقارن علماء البيئة هذه البيانات بالمكان الذي عثرت فيه خدمات الحفاظ على البيئة في بوتسوانا على جثث الفيلة في ربيع وصيف عام 2020، وكذلك بمسارات هجرة هذه الحيوانات النافقة. ونتيجة لذلك اكتشف العلماء عشرين حوضا مائيا بجانب جثث الحيوانات النافقة، حيث بدأ فجأة في بداية عام 2020 ازدهار هائل وقوي جدا للبكتيريا الزرقاء له علاقة بنشوء طقس حار وجاف بشكل غير عادي في جنوب إفريقيا عام 2019.
يذكر أن عدد الفيلة الإفريقية انخفض بسرعة خلال العقود القليلة الماضية. وكان عددها قبل الحرب العالمية الثانية حوالي 4-5 ملايين فرد، ولكن بحلول منتصف السبعينيات انخفض هذا العدد إلى 1.3 مليون بعد استقرار قصير في عدد تلك الحيوانات في بداية القرن الجاري، ثم بدأ عدد الفيلة في الانخفاض مرة أخرى، ما يعود إلى ازدياد الطلب على العاج في الدول الآسيوية والنمو السكاني السريع في بعض الدول الإفريقية.
المصدر: تاس