وبفضل هذه المهارات تحصل عمالقة البحر على طعام أكثر بـ7 مرات مما لو كانت تطارد الفريسة فقط. ونظرا لحجمها (يصل وزن الحوت الأحدب إلى 30 طنا ويصل طوله إلى 14.5 مترا، أي بحجم حافلة كبيرة تقريبا)، فإن تناول كميات كبيرة منها يصبح أمرا حيويا هاما.
إن هذا الاكتشاف الذي توصل إليه العلماء من برنامج أبحاث الثدييات البحرية في معهد الأحياء البحرية بجامعة هاواي ومؤسسة ألاسكا للحيتان مثير حقا. وليس فقط فيما يتعلق بالنظام الغذائي للحيتان.
هناك في العالم عدد قليل جدا من الحيوانات التي تعرف كيفية صنع الأدوات للحصول على الطعام. ولا تستخدم أدوات، فحسب بل تصنعها. وهي تراقب أيضا صلاحيات الأدوات للاستخدام وتقوم بإصلاحها عند تعطلها، وهذا يتطلب ذكاء قويا ودقيقا.
وتبدو أدوات الصيد التي تصنعها الحيتان وكأنها سحر حقيقي. وتنسج الثدييات البحرية شباكا من فقاعات صغيرة في المحيط، وتدور تحت الماء وتستنشق الهواء. نعم هناك شباك حقيقية، مثل شباك الصيادين، وفيها العديد من الخلايا التي يدخلها سمك الرنجة وسمك السلمون والكريل. والحيتان فقط هي التي تصنعها ليس من الحبال وخطوط الصيد، بل من الفقاعات.
وراقب العلماء الحيتان الحدباء في المحيط الهادئ جنوب شرق ألاسكا. وقاموا بتسجيل فيديو باستخدام طائرات بدون طيار وأجهزة تتبع أخرى.
وقال البروفيسور لارس بادجر مدير برنامج أبحاث الثدييات البحرية:" اكتشفنا أن الحيتان الحدباء تشكل شبكات معقدة من فقاعات الهواء. وإنها تنفخ الهواء بمهارة بحيث تشكل الفقاعات هياكل على شكل شبكات ذات دوائر داخلية، وتتحكم بدقة في تفاصيل مثل حجم الخلايا والشبكة بأكملها، والعمق، والمسافة بين الفقاعات الفردية.
علاوة على ذلك فإن الحيتان تعرف كيفية نسج الشباك ليس بمفردها، فحسب بل وبالتعاون مع الرفاق وتشكل ما يشبه فريقا للصيد. وحتى تصنع شبكات مختلفة اعتمادا على ما تريد اصطياده، حتى لو كان هناك سمك الرنجة الدهنية أو الكريل الذي يتميز بحجم دقيق.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا