تشير الدراسة التحليلية لبيانات مراقبة جودة الهواء التاريخية لمدينة باريس والمناطق المحيطة بها خلال فصول الصيف السابقة، إلى أن تركيزات الأوزون المهيج للجهاز التنفسي وحبوب اللقاح ستصل إلى مستويات عالية خلال دورة الألعاب الأولمبية التي تبدأ يوم الجمعة 26 يوليو.
ويقول الباحثون إن الرياضيين يمكن أن يتأثروا بالعوامل البيئية، على الرغم من كونهم في حالة بدنية جيدة بشكل عام. موضحين أن استنشاق الهواء الملوث أثناء التمرين قد يشكل مخاطر صحية، اعتمادا على مستويات التعرض والظروف الكامنة طويلة الأمد.
ويقولون إن الرياضيين الذين يمارسون رياضات التحمل معرضون بشكل خاص للحساسية.
ولمحاولة تقدير التأثير المحتمل لجودة الهواء على الرياضيين والمتفرجين، خلال الألعاب، راجع الباحثون البيانات التاريخية لكل ساعة بين يوليو وسبتمبر، للملوثات الجوية (2020-2023) وحبوب اللقاح (2015-2022).
وتم جمع هذه البيانات من 50 محطة مراقبة آلية دائمة تابعة لشبكة Airparif لمنطقة باريس، ومن أجهزة استشعار في شبكة المراقبة البيولوجية الجوية (RNSA).
وركز الباحثون على مستويات الأوزون (O3)، وثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، والجسيمات الدقيقة (PM2.5) في مسافة 12.5 م (مدينة باريس) إلى 50 م (المنطقة بأكملها).
وتوصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بعدم تجاوز عتبات جودة الهواء (AQT) لأكثر من 3-4 أيام في السنة بواقع 15 ميكروغرام/م3 لكل 24 ساعة لجسيمات PM2.5، و25 ميكروغرام/م3 لكل 24 ساعة لثاني أكسيد النيتروجين، و100 ميكروغرام/م3 لكل 8 ساعات لمستويات الأوزون.
وحسب الباحثون أن متوسط جسيمات PM2.5 اليومي الأقصى بين يوليو وسبتمبر كان 11 ميكروغرام/م3 في محطات مراقبة حركة المرور، وهو أقل من عتبة جودة الهواء اليومية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.
وتراوحت مستويات ثاني أكسيد النيتروجين اليومية المتوسطة من 5 ميكروغرام/م3 في المناطق الريفية إلى 17 ميكروغرام/م3 في المناطق الحضرية.
وبالقرب من محطات مراقبة حركة المرور، ارتفع هذا إلى 40 ميكروغرام/م3 وهو ما يتجاوز مقياس جودة الهواء الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية.
وبلغت ذروتها في كلتا الحالتين نحو الساعة 08:00 و20:00 بالتوقيت المحلي، تجاوز مستوى الأوزون المحيط مقياس جودة الهواء الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية لمدة 20 يوما في الشهر، وبلغ ذروته في الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي.
ويمكن أن يسبب استنشاق الأوزون التهابا في مجرى الهواء، ما قد يؤدي إلى تضيق مجرى الهواء والسعال وضيق التنفس.
ويعترف الباحثون بالعديد من القيود التي تحد من نتائجهم، ومن أهمها الافتقار إلى القياسات المباشرة في الأماكن الأولمبية الفردية، حيث لا تحتوي جميع الأماكن على أجهزة استشعار مخصصة. كما لم تأخذ البيانات في الاعتبار التغييرات غير المتوقعة في حركة المرور أثناء الألعاب.
ولكنهم أشاروا إلى أنه "على الرغم من الافتقار إلى الأدلة التي تشير إلى التأثير الإضافي للأوزون وجسيمات PM2.5 على الارتباط بين الملوثات والوفيات، فقد لوحظت تأثيرات أكبر للملوثات الجوية عندما تكون درجات الحرارة أكثر دفئا".
وأوضحوا أن البيانات تشير إلى أنه من غير المرجح أن تكون هناك أي مشكلة للأشخاص الأصحاء، ولكنها قد تؤثر على أولئك الذين قد يكونون أكثر عرضة للخطر بسبب تقدمهم في السن أو الظروف الأساسية.
المصدر: ميديكال إكسبريس