في تجربة فريدة من نوعها، وضع العلماء جهاز تتبع Fitbit (مزود بكاميرا مدمجة) على سمكة القرش المهددة بالانقراض أثناء سباحتها قبالة ساحل مقاطعة كيري بإيرلندا، في محاولة لجمع البيانات السلوكية والفسيولوجية حول نوع القرش المتشمس الغامض (basking shark).
ويمكن أن يصل طول أسماك القرش المتشمسة إلى 12 مترا، وقد يصل وزنها إلى 6 أطنان، ما يجعلها ثاني أكبر سمكة في المحيط وأكبر سمكة قرش في المملكة المتحدة.
وبعد 6 ساعات فقط، تبين أن قاربا كان يمر عبر منطقة تم تحديدها مؤخرا كأول متنزه بحري وطني في البلاد، اصطدم بأنثى القرش البالغ طولها 7 أمتار.
وعندما انفصل جهاز Fitbit بعد 7 ساعات، لم تستأنف سمكة القرش نشاطها الطبيعي وغاصت مباشرة إلى قاع البحر بعيدا عن الشاطئ، ما أثار مخاوف من احتمال قتل أنثى القرش النادرة في سن التكاثر.
ويقول المعد الرئيسي المشارك لورقة بحثية توضح تفاصيل الحادث، تايلور تشابل، من جامعة ولاية أوريغون: "على عكس الحيتان، غالبا ما تغرق أسماك القرش عند قتلها، لذلك من الصعب جدا قياس معدلات الموت، وحتى في هذه الحالة، لسنا متأكدين من مصير الأنثى التي أصيبت في الحادث".
وتُظهر اللقطات علامات واضحة للضرر الذي لحق بجلد سمكة القرش، بالإضافة إلى خطوط الطلاء والتآكل التي خلفها القارب.
وعلى الرغم من حجمها، فإن أسماك القرش الضخمة هذه تتغذى فقط على العوالق. وتسبح أسماك القرش المتشمس بلا نهاية بحثا عن المياه الغنية بالعوالق، مستخدمة أفواهها الضخمة لتصفية العناصر الغذائية من المحيط.
ومع ذلك، فإن سلوك التغذية هذا قد يعرضها لخطر الاصطدام بالقوارب المارة.
ويوضح الدكتور نيك باين، الأستاذ المساعد في كلية "ترينيتي" في دبلن للعلوم الطبيعية: "تتغذى أسماك القرش المتشمس على السطح، مثل بعض الحيتان، وهذا السلوك يجعلها عرضة للضربات".
يذكر أنه تم إدراج أسماك القرش هذه في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) على أنها مهددة بالانقراض، وتم منحها الحماية رسميا بموجب قانون الحياة البرية (1976) في عام 2022.
نُشرت الورقة البحثية في مجلة Frontiers in Marine Science.
المصدر: ديلي ميل