تشير مجلة Nature Geoscience، إلى أنه وفقا للعلماء سيكون لهذا الارتفاع في درجة الحرارة تأثير خطير على الموارد المائية والنشاط الحيوي لكائنات التربة.
ويقول العلماء: "تحتوي التربة على أكبر كمية من المياه العذبة على وجه الأرض، ما يجعل المياه الجوفية ضرورية لبقاء الحياة عليها. وتظهر حساباتنا أن درجات حرارة المياه الجوفية سترتفع بمقدار 2.1 درجة مئوية بحلول عام 2100. ونتيجة لذلك، بحلول نهاية القرن سيعيش حوالي 588 مليون شخص في مناطق لا يمكن فيها استهلاك المياه الجوفية بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة".
وتوصل العلماء إلى هذه الاستنتاجات من دراستهم لكيفية تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على نقل الحرارة داخل الطبقات العليا من التربة، وكذلك في المياه الجوفية. ومن أجل ذلك درسوا وحللوا كيفية تغير متوسط درجات حرارة طبقات المياه الجوفية العالمية خلال أعوام 2000-2020.
وقد استخدم العلماء هذه النتائج في تطوير نموذج مناخي عالمي يسمح بتتبع عملية تراكم الطاقة الحرارية في التربة وتحديد كيفية تغير درجة حرارتها مع زيادة الاحترار العالمي. وباستخدام هذا النموذج، احتسبوا كيفية تغير درجات حرارة التربة والمياه الجوفية بحلول نهاية القرن، اعتمادا على مدى فعالية البشرية في مكافحة تغير المناخ.
وأظهرت حسابات العلماء أن متوسط درجة حرارة الطبقة العليا من المياه الجوفية سيرتفع بمقدار 2.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن إذا خفضت البشرية بشكل فعال حجم غازات الدفيئة المنبعثة، وبمقدار 3.5 درجة مئوية إذا زادت الانبعاثات بالمستوى الحالي. وستعمل كلتا الزيادتين على تسريع عملية التمثيل الغذائي لميكروبات التربة بشكل كبير، وكذلك تسريع دخول أيونات المعادن الثقيلة وغيرها من الملوثات الخطيرة المحتملة إلى المياه الجوفية.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت حسابات العلماء أن متوسط درجة حرارة المياه الجوفية سيرتفع في العديد من المناطق الاستوائية في العالم بما فيها أجزاء من إفريقيا والشرق الأوسط وغرب أستراليا، إلى 34 درجة مئوية أو أكثر. ووفقا لهم، سيعقد هذا بشكل كبير إمكانية حصول 588 مليون شخص سيعيشون في هذه المناطق من العالم في نهاية القرن، على مياه عذبة صالحة للشرب.
المصدر: تاس