وزعم أحد الخبراء أن الغواصة المنكوبة ربما انفجرت في يونيو من العام الماضي بسبب ما يسمى بـ"الانبعاج الدقيق" في هيكلها المصنوع من ألياف الكربون.
والانبعاج، أو التحنيب، وهو انهيار مفاجئ لعنصر إنشائي معرض لإجهاد ضغط عال.
واختفت الغواصة فجأة عندما كانت متجهة إلى حطام تيتانيك على عمق 12500 قدم تحت السطح، في 18 يوليو، وتبين بعد جهود عالمية للبحث عنها، أنها انفجرت بعد ساعات قليلة من رحلتها، ما أدى إلى هلاك جميع الركاب، وهم الملياردير البريطاني هاميش هاردينغ (58 عاما)، وشاه زادا داود (48 عاما)، وابنه سليمان داود (19 عاما)، وهما من أصل باكستاني، وطيار البحرية الفرنسية بول هنري نارجوليه (77 عاما)، والرئيس التنفيذي لشركة OceanGate المنظمة للرحلة، ستوكتون راش.
والآن، تقدم الأبحاث الحديثة، نظرية جديدة عن الخطأ الذي حدث بالضبط، والتي تؤكد ما كنا نعرفه منذ البداية، وهو أن "الغواصة كانت مصممة بشكل أساسي منذ البداية لتنفجر".
ويقترح باحثون من جامعة هيوستن وجامعة مينيسوتا أن "الانبعاج الدقيق" في هيكل تيتان ربما كان المحفز الكارثي الذي تسبب في انهيارها تحت الضغط.
وقال روبرتو بالاريني، قائد البحث وأستاذ الهندسة المدنية والبيئية: "ربما تكون سلامة تيتان قد تعرضت للخطر بسبب الأضرار التي لحقت بالمواد المستخدمة في هيكلها والتي تراكمت خلال الرحلات العديدة التي قامت بها قبل الانهيار، وكانت المادة المستخدمة في هيكل تيتان عبارة عن مركب من ألياف الكربون. ومن المعروف أنه تحت ضغط التحميل، تكون الألياف في مثل هذه المركبات عرضة للانبعاج الدقيق، وقد تنفصل عن المصفوفة المحيطة بها".
وتابع: "إذا تعرض هيكل تيتان لمثل هذا الضرر تحت الضغط الشديدة أثناء الغوص، فإن صلابته وقوته ستنخفض بشكل كبير، جنبا إلى جنب مع العيوب الهندسية الحتمية التي ظهرت أثناء تصنيعه، والتي ربما ساهمت في انهياره الداخلي الناجم عن الانبعاج".
وبمساعدة المحاكاة الحاسوبية، تنبأ الباحثون بمتوسط قوة التواء القشرة التي تحتوي على عيوب، ما قد يكشف الغموض المحيط بانبعاج تيتان المفاجئ والانفجار الداخلي الفوري.
لذا، كما اتضح، فإن بناء غواصة من ألياف الكربون كانت فكرة سيئة على كل حال.
نشرت الورقة البحثية في المجلة الأكاديمية Proceedings of the National Academy of Science .
المصدر: ميرور