وكشف تحليل جديد للحطام المنبعث من الكويكب ديمورفوس عندما اصطدمت المركبة الفضائية DART به، أن بعض الصخور يمكن أن تكون في مسار تصادمي مع المريخ.
وقد لا يكون هذا الأمر مثيرا للقلق في الوقت الحالي، نظرا لأنه لا يوجد أحد على سطح الكوكب الأحمر، إلا أنه بحلول الوقت الذي من المقرر أن تتقاطع فيه الصخور مع مدار المريخ، من المحتمل جدا أن يحدث ذلك، إذا سارت المهمات المأهولة وفقا للخطط المرسومة.
ومن الممكن أن يتسبب ذلك في بعض الحفر الجديدة على المريخ خلال بضعة آلاف من السنين.
وفي التجربة الجريئة في الفضاء السحيق، هدفت مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج (DART) التابعة لناسا إلى تجربة إمكانية انحراف مسار الكويكب عن طريق اصطدام مركبة فضائية به عمدا.
ومن خلال اصطدام المركبة الفضائية بالكويكب ديمورفوس، وقياس التغيرات في مداره، علمت وكالة ناسا عن توفر الوسائل اللازمة لتغيير مسار كويكب قد يكون في مسار خطير نحو الأرض، طالما أنه يوجد ما يكفي من الوقت لتخطيط وتنفيذ المهمة.
لكن ديمورفوس ليس قطعة صخرية مترابطة بإحكام، بل يتكون مما يعرف باسم "كومة الأنقاض"، وهو كويكب مرتبط ببعضه البعض بشكل غير محكم نسبيا.
وأدى الاصطدام به إلى إطلاق مجموعة كاملة من صخور الكويكب والغبار إلى الفضاء.
وما اكتشفه عالما الفلك ماركو فينوتشي من وكالة الفضاء الأوروبية وألبينو كاربوجناني من المعهد الوطني للفيزياء الفلكية في إيطاليا في ورقة بحثية جديدة هو أن المريخ قد يعاني من هذه العواقب غير المقصودة لمهمة DART الناجحة.
وركز بحثهم على المحاكاة العددية للمقذوفات الناتجة عن الاصطدام بعد 20 ألف سنة في المستقبل. وركزوا بشكل خاص على 37 صخرة حددها تلسكوب هابل الفضائي ويتراوح حجمها من 4 إلى 7 أمتار (13 إلى 23 قدما).
ولحسن الحظ، فإن الأرض ستكون بعيدة عن هذا الخطر، حيث لن تقترب الصخور بدرجة كافية لتشكل تهديدا. لكن 4 منها ستقترب بدرجة كافية من المريخ حتى تتمكن من الاصطدام به مباشرة: اثنتان خلال نحو 6 آلاف سنة، واثنتان خلال 15 ألف سنة.
والمريخ ليس محميا بغلاف جوي مثل الأرض، ولذلك، فإن هذه الصخور، وفقا للحسابات ستسقط مباشرة قطعة كاملة، ما يؤدي إلى حفر فوهات صغيرة يصل عرضها إلى 300 متر (984 قدما).
المصدر: ساينس ألرت