والكسوف الكلي للشمس هو الوقت الوحيد الذي يستطيع فيه أبناء الأرض رؤية الغلاف الجوي للشمس، الإكليل (أو الهالة).
وأثناء الكسوف، يحجب القمر كل الضوء القادم من السطح المرئي للشمس، والذي عادة ما يخفي الإكليل. ولكن خلال فترة الكسوف الكلي، ولمدة دقيقتين فقط، يظهر الإكليل على شكل هالة بيضاء نارية حول القمر الأسود.
وكان العلماء يعلمون أن الإكليل يمكن أن يكون مثيرا للاهتمام بشكل خاص خلال هذا الكسوف، الذي تزامن بدقة مع الحد الأقصى لدورة نشاط الشمس البالغة 11 عاما.
وقد تحققت هذه التوقعات عندما قدمت الشمس عرضا مذهلا كان مرئيا بالقرب من الجزء السفلي من نجمنا المضيف، حيث لاحظ المراقبون انفجارا باللون الأحمر.
ولم يكن ذلك انفجارا شمسيا بل كان انفجارا مفاجئا ومكثفا للإشعاع الكهرومغناطيسي من سطح الشمس، وهو ما يعرف باسم "الشواظ".
والشواظ عبارة عن بنية حمراء أو وردية تمتد من حافة قرص الشمس. ويمكن أن تختلف الشواظ في الحجم والشكل، بدءا من الحلقات الصغيرة المنفصلة إلى الهياكل الكبيرة والمعقدة التي تمتد عبر أجزاء كبيرة من الحافة الشمسية.
ولا يتم تصنيف الشواظ من الناحية الفنية على أنها توهجات شمسية، ولكن كلاهما يظهر بتردد أكبر خلال المرحلة القصوى للطاقة الشمسية.
وشهد مراقبو الكسوف الكلي هذه الشواظ، بما في ذلك بقعة حمراء زاهية بشكل خاص في المنطقة السفلية للشمس، بالإضافة إلى شواظ أصغر تظهر على طول جانبيها الأيسر والأيمن. وتمكن المصورون الفلكيون من التقاط هذا المشهد، وكشفوا عن هيكله الذي يشبه الحلقة، ولكن بالنسبة للمراقبين على الأرض، ظهرت هذه الميزات كنقاط حمراء ساطعة بشكل غير عادي على طول المحيط.
وترتكز الشواظ، على عكس التوهجات الشمسية، على سطح الشمس في الغلاف الضوئي، وتمتد إلى الخارج إلى الإكليل. وعلى النقيض من ذلك، تنفصل التوهجات الشمسية عن سطح النجم، مدفوعة بالنشاط المغناطيسي المكثف.
وتستغرق الشواظ نحو يوم واحد لتتشكل، ويمكن أن تستمر لعدة أشهر. كما أنها ضخمة جدا، وتحلق مئات الآلاف من الأميال في الفضاء.
وتتكون الحلقات الحمراء المتوهجة التي يمكن رؤيتها في الشواظ من البلازما، المكونة من الهيدروجين والهيليوم المشحونين كهربائيا، وفقا لوكالة ناسا.
وتشرح وكالة الفضاء الأمريكية أن "البلازما البارزة تتدفق على طول هيكل متشابك وملتوي من المجالات المغناطيسية الناتجة عن دينامو الشمس الداخلي. وتحدث الشواظ عندما يصبح مثل هذا الهيكل غير مستقر وينفجر إلى الخارج، ويطلق البلازما".
المصدر: Gizmodo