واقترحوا استخدام أغشية تعتمد هذه الببتيدات لتطوير مواد فوتوكروميك تصلح لإنشاء أنظمة تخزين البيانات. أعلنت ذلك الخدمة الصحفية لمعهد الفيزياء الحيوية النظرية والتجريبية التابع لأكاديمية العلوم الروسية.
وقامت آنا دروجكوفا الباحثة في المعهد بتحليل العديد من البيانات، ما سمح لها بإظهار كيف يمكن استخدام الخصائص الأساسية الفريدة لبروتين بكتيريا (رودوبسين) بغية إنشاء أنواع مختلفة من الأجهزة العملية. وبينها الأجهزة الخاصة بتسجيل ومعالجة وتخزين المعلومات البصرية.
يذكر أن بكتيريا رودوبسين هي بروتينات تتفاعل مع جزيئات الضوء وتستخرج الطاقة منها. وتستخدمها الميكروبات كأجهزة استشعار للضوء وكـ"محركات" للمضخات الجزيئية التي تضخ أيونات معينة داخل الخلية أو خارجها. وتُستخدم هذه البروتينات الآن بنشاط في العديد من الدراسات البيولوجية والفيزيائية الحيوية.
واهتمت دروجكوفا بتطبيقات عملية أخرى ممكنة لهذه البروتينات البكتيرية الحساسة للضوء. ومن أجل تلقي هذه المعلومات، قامت الباحثة بتحليل وتنظيم نتائج أكثر من 200 دراسة عن بكتيريا رودوبسين، والتي أجريت في العقود الأخيرة في معهد الفيزياء الحيوية النظرية والتجريبية التابع لأكاديمية العلوم الروسية وكذلك من قبل علماء آخرين في جميع أنحاء العالم.
وأظهر تحليل نتائج هذه التطبيقات أن الأغشية المعتمدة بكتريا رودوبسين هي مادة واعدة لإنشاء أنظمة تخزين المعلومات البصرية. ولاحظت دروجكوفا أن ذلك يرجع إلى أن جزيئات البروتين البكتيري تتمتع بمقاومة عالية جدا للتأثيرات الفيزيائية والكيميائية عندما يتم تعبئتها داخل الأغشية، كما أنها قادرة على تحمل عدد كبير جدا من دورات التشغيل، بما يتجاوز هذا الحد المعيّن لمواد أخرى.
وحسب الباحثة، يمكن استخدام البكتيريا المعدلة ليس لتطوير الذاكرة الضوئية القابلة لإعادة الكتابة، فحسب، بل لوسائط تخزين أخرى قابلة لحمل البيانات، بما في ذلك نظائرها من أجهزة التخزين وأوجه التشابه مع الأقراص المضغوطة الفارغة، والتي يمكن تسجيل المعلومات عليها مرة واحدة. وخلصت دروجكوفا إلى أن إنشاء ناقلات المعلومات هذه سيوسع إلى حد بعيد الترسانة البشرية الخاصة بتخزين المعلومات.
المصدر: تاس