ويمكن كذلك تتبع تحركات حيوانات أخرى في المناطق الثلجية من الأرض، بما في ذلك الوشق ونمور الثلج. أعلنت ذلك ميلانيا لانكستر، كبيرة الباحثين في برنامج القطب الشمالي التابع للصندوق العالمي للحياة البرية.
وقد طوّر علماء البيئة الأوروبيون والأمريكيون نهجا يسمح لهم بتتبع هجرة الدببة القطبية البيضاء باستخدام بصمات الحمض النووي الموجودة في آثار هذه الحيوانات البرية في القطب الشمالي. سيسمح هذا النهج بتقدير أكثر دقة لعدد الدببة القطبية في القطب الشمالي. ونشر العلماء مقالا بهذا الشأن في مجلة Frontiers in Conservation Science.
وقالت ميلانيا لانكستر، إن البحث عن الدببة القطبية، ناهيك عن تقدير أعدادها يعد أحد أكثر الأنشطة تكلفة وصعوبة بالنسبة لعلماء البيئة. ونأمل أن يلفت نهجنا انتباه المتخصصين في الدببة القطبية ويساعدهم على جمع المعلومات بسرعة أكبر وبتكلفة أقل.
قد تصبح الدببة القطبية (Ursus maritimus) من أولى ضحايا ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة للانخفاض الحاد في مساحة الجليد البحري في القطب الشمالي، حيث عادة ما تحصل هذه الحيوانات البرية على غذائها وتقضي جزءا كبيرا من حياتها. وفي عام 2015 أدرج الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) الدببة القطبية على قائمة الأنواع المعرضة للخطر بسبب تدهور ظروف الموائل، لكن التقديرات الدقيقة لعدد الحيوانات صعبة بسبب وجود مشاكل في مراقبتها.
ووجدت لانكستر وزملاؤها، أنه يمكن مراقبة بعض الدببة القطبية ومجموعات كبيرة من هذه الحيوانات البرية القطبية باستخدام بصمات من الحمض النووي الموجودة في آثارها. وقالت إن آثار الدببة القطبية تحتوي على خلايا كاملة من هذه الحيوانات، التي يكون حمضها النووي أفضل بكثير، مقارنة بأجزاء الجينوم الخاصة بها التي يتم الحصول عليها من النفايات.
ومع الأخذ في الحسبان كل تلك الاعتبارات، جمع الباحثون عينات من 24 دبا قطبيا تعيش في شمال ألاسكا وحاولوا عزل أجزاء الحمض النووي منها. ونجحوا في ذلك بالنسبة إلى غالبية العينات (87.5%)، مما سمح للعلماء بفك رموز الجينوم لأكثر من نصف الحيوانات، والتعرف عليها وتتبع هجرتها عبر القطب الشمالي في أمريكا الشمالية.
وأجرى الباحثون أيضا قياسات مماثلة، وإن كانت أقل نجاحا، على مجموعات الوشق الأوراسي التي تعيش في السويد، حيث تمكن العلماء من اكتشاف الحمض النووي في آثار نصف الوشق والتعرف على حوالي ربعه.
وخلصت لانكستر وزملاؤها إلى أن الإتمام الناجح لهذه التجارب أكد إمكانية استخدام الحمض النووي في آثار الحيوانات الشمالية البرية لمراقبة هجراتها، وكذلك لتقدير عدد هذه الثدييات النادرة والمهددة بالانقراض.
المصدر: تاس