ويشير تقدير جديد لـ"ميزانية الكربون" المتبقية لدينا، وهي كمية ثاني أكسيد الكربون التي يمكن أن ننتجها مع إبقاء درجات الحرارة العالمية أقل من عتبة خطيرة، إلى أنه اعتبارا من يناير، إذا أطلقنا أكثر من 276 غيغا طن (250 غيغا طن متري) من ثاني أكسيد الكربون، فسوف نصل إلى درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الصناعة. ووجد الباحثون أنه إذا استمرت الانبعاثات بالمعدل الحالي، فسوف نتجاوز هذه العتبة قبل نهاية العقد، وفقا لدراسة نشرت يوم الاثنين 30 أكتوبر في مجلة Nature Climate Change.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة روبن لامبول، الباحث في مركز السياسة البيئية في إمبريال كوليدج لندن، في بيان: "تؤكد النتائج التي توصلنا إليها ما نعرفه بالفعل، فنحن لا نفعل ما يكفي لإبقاء ارتفاع درجة الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية. يمكننا أن نكون على يقين أكبر من أي وقت مضى من أن نافذة إبقاء ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات آمنة تغلق بسرعة".
وفي عام 2015، وقّع 196 من قادة العالم على اتفاقية باريس، وهي معاهدة ملزمة قانونا بشأن تغير المناخ تهدف إلى إبقاء متوسط درجة الحرارة العالمية أقل من 2 درجة مئوية (3.6 فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الصناعة. وشدد الاتفاق على أن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية من شأنه أن يساعد في منع أسوأ آثار تغير المناخ.
وفي وقت سابق من هذا العام، حذر تقرير للأمم المتحدة من أن درجات الحرارة قد تتجاوز قريبا بشكل دوري عتبة 1.5 درجة مئوية، لكن الدراسة الجديدة تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة على المدى الطويل.
ووفقا للبيان، يتسبب البشر حاليا في انبعاث نحو 40 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام. ومن دون تخفيض هذه الانبعاثات، فإن ميزانية الكربون المتبقية لدينا للبقاء أقل من 1.5 درجة مئوية سوف يتم استنفادها في غضون السنوات الست المقبلة.
وتستند الدراسة الجديدة إلى البيانات المستخدمة في تقرير حديث صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، لكن لامبول وزملائه قاموا بمراجعة الأساليب لمراعاة أحدث الانبعاثات وانبعاثات الهباء الجوي التاريخية.
والهباء الجوي عبارة عن جزيئات صغيرة معلقة في الهواء يمكن أن تعكس ضوء الشمس ويمكن أن تبرد المناخ، ما يعوض جزئيا التأثيرات الحرارية للغازات الدفيئة.
ويخفض التقدير المنقح ميزانية الكربون المتبقية إلى النصف للحفاظ على الاحترار أقل من 1.5 درجة مئوية، من 550 غيغا طن (500 غيغا طن متري) من ثاني أكسيد الكربون إلى 276 غيغا طن.
وحسب الفريق أيضا أن لدينا 1323 غيغا طن (1200 غيغا طن متري) من ثاني أكسيد الكربون متبقية للانبعاثات قبل أن نخرق الحد المركزي لاتفاقية باريس (2 درجة مئوية)، وهي ميزانية سيتم استنفاذها خلال العقدين المقبلين إذا لم يتم اتخاذ خطوات لتقليل الانبعاثات، بحسب البيان.
وتأتي هذه التقديرات مع قدر كبير من عدم اليقين المرتبط بآثار الغازات الدفيئة الأخرى، مثل الميثان. ومن غير الواضح أيضا كيف ستستجيب أجزاء مختلفة من النظام المناخي لارتفاع درجات الحرارة، وفقا للبيان.
على سبيل المثال، يمكن لزيادة نمو الغطاء النباتي في مناطق معينة أن تمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وتعوض بعض الاحترار، في حين أن التغيرات في دوران المحيطات وذوبان الصفائح الجليدية يمكن أن تؤدي إلى تسريع الاحترار.
المصدر: لايف ساينس