وتم رصد النقوش الصخرية المخفية على ضفة نهر نيغرو، في مدينة ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس البرازيلية، حسب ما نشرت وسائل الإعلام البرازيلية، بعد أن تسبب الجفاف الشديد الأسبوع الماضي في انخفاض مستويات المياه إلى أدنى مستوى لها منذ 121 عاما.
ومعظم النقوش الموجودة على نهر نيغرو، أحد الروافد الرئيسية لنهر الأمازون، هي لتعابير الوجه، بعضها مبتسم والبعض الآخر يبدو متجهما.
ويقول الخبراء إن العديد منها شوهد من قبل، لكن هناك الآن تنوعا أكبر، وهو ما من شأنه أن يساعد في تحديد أصل المنحوتات.
وأوضح عالم الآثار خايمي دي سانتانا أوليفيرا، الحائز على درجة الماجستير في علم الآثار من جامعة هارفارد: "النقوش تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، أو ما قبل الاستعمار. لا يمكننا تأريخها بدقة، ولكن بناء على أدلة على الاحتلال البشري للمنطقة، نعتقد أن عمرها يتراوح بين 1000 إلى 2000 عام".
وتوجد في إحدى المناطق المحددة أخاديد ناعمة يُعتقد أنها المكان الذي شحذ فيه السكان الأصليون سهامهم ورماحهم قبل وقت طويل من وصول الأوروبيين.
وتسمى المنطقة التي تم رصد المنحوتات فيها باسم بونتو داس لاغيس، وهي تقع على الشاطئ الشمالي للأمازون بالقرب من ملتقى نهري ريو نيغرو وسوليمو.
وقد تم رصد بعضها سابقا لأول مرة منذ 12 عاما، ولكن مع انخفاض مستويات المياه الآن إلى أدنى مستوياتها منذ 121 عاما، ظهر بعضها الآخر أيضا.
وكان الجفاف شديدا لدرجة أن نهر ريو نيغرو انخفض بمقدار 49.2 قدما (15 مترا) منذ يوليو، ما أدى إلى كشف عدد من الصخور غير المرئية من قبل على قاع النهر.
وقال أوليفيرا، الذي يعمل في المعهد الوطني للتراث التاريخي والفني الذي يشرف على الحفاظ على المواقع التاريخية: "هذه المرة لم نجد المزيد من المنحوتات فحسب، بل وجدنا منحوتات لوجوه بشرية محفورة في الصخر".
وأضاف: "الموقع يعبر عن العواطف والمشاعر، وهو عبارة عن سجل صخري محفور، ولكن لديه شيء مشترك مع الأعمال الفنية الحالية".
وعلى الرغم من الإثارة، فإن ظهور هذه النقوش الصخرية التي لم تكن معروفة سابقا قد أثار أيضا قلقا في المجتمع المحلي، حيث تسبب الجفاف في منطقة الأمازون في انخفاض منسوب الأنهار بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما ألحق ضررا خاصا بمنطقة تعتمد على متاهة من الممرات المائية للنقل والإمدادات.
وقالت المؤرخة بياتريس كارنيرو إنها تأمل أن يساعد الاكتشاف الأخير في فهم الأشخاص الأوائل الذين سكنوا المنطقة بشكل أفضل، لكنها أعربت أيضا عن قلقها بشأن التأثير غير المباشر لكيفية حدوث ذلك.
وأضافت: "من المؤسف أنها عادت الآن للظهور مع تفاقم الجفاف. إن إعادة (غمر) الأنهار وإبقاء النقوش مغمورة بالمياه سيساعد في الحفاظ عليها، حتى أكثر من عملنا".
ويقول الخبراء إن موسم الجفاف في البلاد تفاقم هذا العام بسبب ظاهرة النينيو، وهو نمط مناخي غير منتظم فوق المحيط الهادئ يعطل الطقس الطبيعي، ما يزيد من تأثير تغير المناخ.
وقد أشارت الأبحاث في السابق إلى أن مساحات شاسعة من غابات الأمازون المطيرة كانت عبارة عن أراضي عشبية حتى قبل 2000 عام فقط، وهو الوقت الذي يُعتقد أن هذه المنحوتات تعود إليه.
وقال مؤلفو الدراسة إنهم يعتقدون أن معظم المنطقة كانت عبارة عن أراضي عشبية حتى أدى التحول الطبيعي إلى مناخ أكثر رطوبة إلى تشكيل الغابات المطيرة. وهذا يتحدى الاعتقاد السائد بأن أكبر غابة استوائية في العالم أقدم بكثير.
المصدر: ديلي ميل