ويعاني المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية من تفاقم الفيروس بعد أسابيع قليلة فقط من التوقف عن العلاج. ولكن الآن، ربما يكون فريق دولي من العلماء، بقيادة جامعة آرهوس ومستشفى جامعة آرهوس، تقدموا خطوة نحو حياة خالية من الأدوية للملايين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
وفي العام الماضي، أثبت العلماء أن الأفراد الذين تم تشخيصهم للتو لديهم استجابة مناعية أقوى ضد الفيروس ومستويات أقل من الفيروس في دمائهم عندما تم إعطاؤهم ما يسمى بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة ضد فيروس نقص المناعة البشرية، إلى جانب بدء العلاج الطبي المنتظم.
والأجسام المضادة وحيدة النسيلة ضد فيروس نقص المناعة البشرية هي أجسام مضادة محددة للغاية وقوية للغاية ويتم إنتاجها صناعيا بكميات كبيرة وتستخدم في العلاج التجريبي.
وفي دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة Nature Medicine، أظهر العلماء أن المرضى الذين يتلقون العلاج لسنوات يمكن أن يستفيدوا أيضا من هذا العلاج.
وعلى وجه التحديد، يسمح العلاج بالأجسام المضادة للمشاركين في الدراسة بقمع الفيروس لأكثر من ثلاثة أشهر. بينما يستمر بعض المشاركين في قمع فيروس نقص المناعة البشرية تلقائيا لأكثر من 18 شهرا بعد توقف علاجهم المنتظم لفيروس نقص المناعة البشرية.
ويأمل البروفيسور أولي شميلتز سوغارد، من قسم الطب السريري بجامعة آرهوس، والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، أن تقربهم هذه النتائج الجديدة من العلاج. قائلا: "تعد هذه الدراسة واحدة من أولى التجارب التي تم إجراؤها على البشر باستخدام الدواء الوهمي، حيث أظهرنا طريقة لتعزيز قدرة الجسم على مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، حتى عندما يتم إيقاف العلاج القياسي مؤقتا. لذلك، فإننا نرى الدراسة كخطوة مهمة نحو العلاج".
وأجريت الدراسة بالتعاون الوثيق مع باحثين من الدنمارك والنرويج وأستراليا والولايات المتحدة.
الأجسام المضادة تعيد المناعة
تم تقسيم المشاركين في الدراسة من الدنمارك والنرويج وأستراليا، خلال التجربة، بشكل عشوائي إلى أربع مجموعات.
وتلقت إحدى المجموعات عقار ليفيتوليمود، المصمم لتعزيز استجابة الخلايا المناعية ضد الفيروس، بينما تلقت مجموعة أخرى اثنين من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (3BNC117 + 10-1074) ضد فيروس نقص المناعة البشرية، والتي يمكنها القضاء على الفيروس وتقوية جهاز المناعة في الخلايا. وتلقت المجموعة الثالثة العلاج القياسي دون أدوية تجريبية، بينما تلقت المجموعة الرابعة كلا النوعين من الأدوية التجريبية.
وكانت نتائج الدراسة مشجعة للغاية، بحسب الدكتور يسبر دامسغارد جونست من مستشفى جامعة آرهوس، وهو أيضا أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة.
وكشف جونست: "لسوء الحظ، لم تكن هناك فائدة إضافية من عقار ليفيتوليمود، لكن دراستنا تظهر أن المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يتلقون أجساما مضادة وحيدة النسيلة قبل التوقف مؤقتا عن علاج فيروس نقص المناعة البشرية المعتاد، يمرون بفترة نحو ثلاثة أشهر قبل ظهور الفيروس مرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لجهاز المناعة لدى ثلث أولئك الذين تلقوا أجساما مضادة وحيدة النسيلة أن يقمع الفيروس جزئيًا أو كليا، حتى بعد مغادرة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة النظام".
وعلى الرغم من النتائج الرائعة للدراسة، ما يزال هناك طريق طويل لنقطعه قبل أن يتوفر العلاج، كما يؤكد البروفيسور أولي شميلتز سوغارد. وسيحتاج العلماء أولا إلى تحسين العلاج وتعزيز آثاره. ولذلك، هناك المزيد من التجارب في الطريق.
وتقوم مجموعة البحث الآن بتجنيد مشاركين في تجربة سريرية كبيرة تقودها المملكة المتحدة، والتي تختبر أيضا فعالية اثنين من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة ضد فيروس نقص المناعة البشرية. وتخطط المجموعة أيضا لإجراء دراسة أكبر في جميع أنحاء أوروبا لتحسين العلاج التجريبي بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة.
المصدر: ميديكال إكسبريس