وحللت دراسة حديثة أجراها فريق من العلماء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أنماط الاتصال بين الأنواع المختلفة على الأرض. ووجدوا أن البشر هم بالفعل أكثر الأنواع تواصلا، لكن قدرات التواصل لدينا ستزداد في المستقبل.
ويتوقع العلماء أنه بحلول عام 2110، سيتواصل البشر بمعدل نحو 10²⁴ بت في الثانية. وهذا معدل اتصال مرتفع بشكل لا يصدق، ويقدر أنه أكبر بـ 10 آلاف مرة من معدل الاتصال الحالي على الأرض.
وعلى الرغم من أنه سيكون من المستحيل تقريبا الحصول على قياس دقيق لمعدل البيانات المتبادلة بين الكائنات الأرضية، إلا أنه يمكنك تقدير المعدل كأمر أسي. إحدى الطرق للقيام بذلك هي النظر إلى عدد الخلايا الحية وتبادل البيانات الخاصة بها لأنها تشكل الكتلة الأكبر من الحياة على الأرض. وبناء على العديد من الدراسات، فإن إجمالي عدد بدائيات النوى، مثل البكتيريا، يصل إلى نحو 10²⁹ خلية. وتتبادل هذه الخلايا جزءا واحدا من المعلومات في نحو ثلاث ساعات، لذلك يتبادل المحيط الحيوي للأرض على نطاق واسع جدا نحو 10²⁴ بت من المعلومات في كل ثانية.
وفي المقابل، فإن تقدير المحيط التكنولوجي، أو مجموع المعلومات الرقمية التي يتبادلها البشر، أسهل قليلا. واستنادا إلى تبادل البيانات عبر الإنترنت، يبلغ معدل البت لدينا نحو 10¹⁵بت/الثانية، وهو جزء من المليار من معدل المحيط الحيوي (هو أي أنظمة مغلقة ذاتية التنظيم تحتوي على أنظمة بيئية تدعم الحياة باي شكل).
ولكن في حين أن المحيط الحيوي مستقر نسبيا بمرور الوقت (باستثناء الانقراض الجماعي العرضي)، فإن بياناتنا الرقمية تنمو بمعدل هائل. وإذا استمر محيطنا التكنولوجي (تطور التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، وإنترنت الأشياء) في التوسع بمعدلات تاريخية، فسوف يتفوق على المحيط الحيوي في أقل من قرن من الزمان.
وسيتمكن البشر من التواصل بعضهم ببعض ومع الآلات بطرق لم يكن من الممكن تصورها من قبل.
ومع ذلك، يحذر العلماء أيضا من أن هذه الزيادة في التواصل قد تكون لها عواقب سلبية. مع زيادة اعتماد البشر على التكنولوجيا في التواصل، قد نفقد القدرة على التواصل وجها لوجه وتطوير علاقات هادفة مع الآخرين.
وبشكل عام، تسلط الدراسة الضوء على أهمية فهم تأثير التكنولوجيا على التواصل والحاجة إلى الموازنة بين اعتمادنا على التكنولوجيا وقدرتنا على التواصل بطرق أكثر تقليدية.
المصدر: phys.org