وقد قاد عالم الأحياء التطورية بجامعة جنوب فلوريدا في مدينة تامبا، البروفيسور جريجوري هربرت، فريقا دوليا من العلماء لإنشاء طريقة جديدة يمكنها إعادة بناء مسار الانجراف وموقع الحطام من الرحلة MH370، وهي الطائرة التي فقدت فوق المحيط الهندي في عام 2014 وعلى متنها 239 راكبا.
ووفقا للخبراء في فلوريدا، قد يكون الجواب موجودا في أصداف القشريات الصغيرة التي تسمى البرنقيل barnacles والتي تعلقت بقطع من حطام الطائرة.
وتحتوي أصداف البرنقيل في دراسة جديدة على معلومات حول درجات حرارة الماء المختلفة التي تعرضت لها خلال حياتها.
ويعتقد الأكاديميون أن هذه المعلومات يمكن أن تساعد في تتبع حركة القشريات إلى المكان الذي تعلقت فيه لأول مرة بالحطام، وبالتالي المكان الذي اصطدمت فيه الطائرة MH370 بالمياه.
وعلى الرغم من أن أحدا لا يعرف بالضبط ما حدث للطائرة MH370، إلا أنه يعتقد على نطاق واسع أن الطائرة اصطدمت بالمحيط الهندي وفقا لما تدل عليه عدة أجزاء من الحطام الذي جرفته الأمواج والتي تأكد أنها كانت جزءا من الطائرة.
وقد اختفت الرحلة MH370، وهي لطائرة بوينغ 777 تجارية، في 8 مارس 2014 بعد إقلاعها من مطار كوالالمبور الدولي في ماليزيا في طريقها إلى بكين.
ويُعتقد أن جميع الركاب الذين كانوا على متنها وعددهم 239، لقوا حتفهم بعد وقت قصير من انحراف الطائرة بشكل غامض غربا عن مسارها فوق بحر أندامان في المحيط الهندي.
وجهد فريق ضخم متعدد الجنسيات للقيام ببحث هو أغلى بحث في تاريخ الطيران بقيمة 200 مليون دولار، وتم تعليقه بشكل مثير للجدل في يناير 2017.
واستلهم هربرت طريقة البحث الجديدة من اللحظة التي رأى فيها صورا لحطام الطائرة التي جرفتها الأمواج إلى شاطئ جزيرة ريونيون قبالة سواحل إفريقيا بعد عام من تحطمها.
وعثر على جزء من جناح الطائرة MH370 يساعد على استقرار الطائرة أثناء الإقلاع والهبوط، مغطى بالبرنقيل.
وتنمو أصداف البرنقيل واللافقاريات البحرية الأخرى يوميا، منتجة طبقات داخلية تشبه حلقات الأشجار (والتي بمرور الوقت تزيد من محيط الجذع أو الفرع).
ووفقا للبروفيسور هربرت، فإن كيمياء كل طبقة من صدفة البرنقيل يتم تحديدها من خلال درجة حرارة المياه المحيطة وقت تكوين الطبقة.
ولذلك، فإن معرفة أماكن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها في المحيط يمكن أن تتتبع مكان تواجدها أثناء نموها.
وأجرى البروفيسور هربرت وزملاؤه تجربة نمو معملية باستخدام البرنقيل الحي لفتح سجلات درجات الحرارة من أصدافها.
وقال: "قمنا بزراعة قشريات ليباس في المختبر في درجات حرارة ثابتة مختلفة على مدار أسابيع، ثم قمنا بتحليل طبقات القشرة الجديدة التي تمت زراعتها في ذلك الوقت كيميائيا. ووجدنا أن كيمياء الصدفة يمكن التنبؤ بها لدرجة أنه يمكننا معرفة درجة حرارة المحيط التي كان يشهدها البرنقيل عندما نمت كل طبقة سمكها أقل من ملليمتر واحد من الصدفة".
وبعد التجربة، طبقوا الطريقة الناجحة على البرنقيل الصغير المأخوذ من الطائرة MH370.
وبمساعدة خبراء من جامعة غالواي في إيرلندا، دمجوا سجلات درجة حرارة الماء في البرنقيل مع النمذجة الأوقيانوغرافية (علم المحيطات) لإنشاء محاكاة للمكان الذي انجرف منه حطام الطائرة.
واستخدمت الدراسة الجديدة التي أجرتها جامعة جنوب فلوريدا، والتي نُشرت في مجلة AGU Advances، فقط بيانات من البرنقيل الأصغر حجما من الحطام.
وقال البروفيسور هربرت: "للأسف، لم تتم بعد إتاحة أكبر وأقدم البرنقيل للبحث. ولكن من خلال هذه الدراسة، أثبتنا أنه يمكن تطبيق هذه الطريقة على البرنقيل الذي استعمر الحطام بعد وقت قصير من الاصطدام لإعادة بناء مسار انجراف كامل للعودة إلى أصل الاصطدام".
وحتى هذه اللحظة، امتد البحث عن الطائرة MH370 عدة آلاف من الأميال على طول الممر الشمالي الجنوبي الذي يسمى "القوس السابع"، حيث يعتقد المحققون أن الطائرة ربما سقطت بعد نفاد الوقود.
ونظرا لأن درجات حرارة المحيط يمكن أن تتغير بسرعة على طول القوس، يعتقد البروفيسور هربرت أن هذه الطريقة يمكن أن تكشف بدقة عن مكان الطائرة.
وحتى لو لم تكن الطائرة في القوس، فإن دراسة أقدم وأكبر أنواع البرنقيل ما تزال قادرة على تضييق نطاق مناطق البحث في المحيط الهندي.
وخلص العالم الفرنسي جوزيف بوبين، الذي كان من أوائل علماء الأحياء الذين فحصوا جزء جناح الطائرة MH370 الذي عثر عليه مغطى بالبرنقيل، إلى أن أكبر البرنقيل المرفق ربما كان قديما بما يكفي لاستعمار الحطام بعد وقت قصير جدا من التحطم وقريبا جدا من موقع التحطم الفعلي.
المصدر: ديلي ميل