واستخدم مؤلفو الدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS Computational Biology، محاكاة الكمبيوتر لنمذجة كيف يمكن للفيروسات القديمة البقاء والتطور والاستمرار في مجتمعاتنا المعاصرة. ويمثل هذا البحث أول "استكشاف مكثف للمخاطر البيئية" التي تشكلها هذه الفيروسات، وفقا للعلماء.
ويكشف ذوبان التربة الصقيعية فعلًا عن كائنات حية محتجزة تحت الجليد لآلاف السنين. وفي دراسة نُشرت الشهر الماضي، قال العلماء إنهم اكتشفوا دودة مجهرية عمرها 46 ألف عام محاصرة في التربة الصقيعية في سيبريا وما تزال قادرة على إنتاج ذرية.
كما أن عالما فرنسيا كان قد حدد في وقت سابق من هذا العام فيروسا عمره 48 ألف عام في التربة الصقيعية في سيبريا لا يزال بإمكانه إصابة الكائنات الوحيدة الخلية.
وفي العديد من عمليات المحاكاة التي أجريت في دراسة الفيروسات القديمة، وجد العلماء أنها يمكن أن تزدهر في المجتمعات الحديثة دون إحداث تأثير كارثي، لكنها ما تزال تسبب "تغيرا بيئيا لا يستهان به".
وتوصلت عمليات المحاكاة إلى أن 1% فقط من الحالات أدت إلى أضرار بيئية كبيرة. ولكن ضمن هذه النسبة الصغيرة، وجدت عمليات المحاكاة أن مسببات الأمراض إما تزيد تنوع الأنواع بنسبة 12% أو تقلل تنوع الأنواع بنسبة 32%، وفقا للعلماء.
ويحذر الفريق المشرف على الدراسة من أن 1% أمر مهم، وأن سيناريوهات عودة الظهور هذه ذات الاحتمالية المنخفضة والكارثية تتطلب مزيدًا من الاهتمام.
وكتب العلماء في الورقة البحثية: "لا تنشأ المخاطر فقط من فرصة وقوع الحدث، ولكن من مزيج الاحتمالية وحجم التأثيرات المحتملة للحدث. ومن هذا المنظور، فإن نتائجنا مقلقة، لأنها تشير إلى خطر فعلي ناجم عن الأحداث النادرة حيث تؤدي الغزوات عبر الزمن إلى تأثيرات بيئية شديدة".
وبالإضافة إلى ذلك، فإن مسببات الأمراض التي كانت الأكثر نجاحًا في الماضي هي الأكثر احتمالية لإعادة تأسيس نفسها بنجاح اليوم، وفقا للعلماء. وهذا يعني أن الفيروسات التي يُرجح أن تعاود الظهور بنجاح قد تكون أيضا الأكثر احتمالًا لتشكل خطرا بيئيا.
وكان الخبراء يدقون ناقوس الخطر بشأن ذوبان التربة الصقيعية منذ سنوات، معتبرين ذلك أحد الأسباب التي لا حصر لها لإبطاء انبعاثات الكربون.
إن ذوبان الجليد الدائم ليس فقط علامة على أن تغير المناخ العالمي يزداد سوءا، بل إن مساحات شاسعة من الجليد الذائب تشكل أيضا تهديدًا كبيرًا للبنية التحتية البشرية.
المصدر: بزنس إنسايدر