وتعد الجاذبية أحد القوى الأساسية التي تجلب اهتمام المجتمع العلمي وحتى المواطنين العاديين الذين قد يتبادر لأذهانهم إلى أي مدى يمكن القفز في العوالم الأخرى خارج الأرض، عند التفكير في الجاذبية.
والجاذبية هي قوة طبيعية يتم بواسطتها تحريك وانجذاب كل الأشياء من الكتلة أو الطاقة، بما في ذلك الكواكب والنجوم والمجرات وحتى الضوء، نحو بعضها.
ويقفز الجميع بشكل مختلف بالطبع، لكن متوسط ارتفاع القفزة على الأرض يبلغ نحو 60 سم، دون الخوض في تقنيات الوثب العالي. لكن قفز بنفس القوة في أي مكان آخر في النظام الشمسي، في مكان ما مثل القمر أو المريخ أو حتى مذنب، ستسجل نتائج مختلفة بسبب الكتل المختلفة لتلك العوالم.
ويعتمد القفز على مدى السرعة التي يمكن لجسمك أن يدفعك بها لأعلى، وبالنسبة لنفس مجموعة الأرجل على كواكب مختلفة، يعتمد ذلك على مدى قوة الجاذبية.
ونظرا لأن القمر يملك سدس جاذبية الأرض لأنه يحتوي على سدس كتلة كوكبنا فقط، فإنك ستكون قادرا على القفز أعلى بستة أضعاف مما تستطيع الآن. بمعنى أنه إذا تمكنت من تحقيق 60 سم على الأرض، فيمكنك بلوغ نحو 3 أمتار على سطح القمر، وتحطيم الرقم القياسي العالمي الحالي للقفزة العالية.
ويملك الكوكب الأحمر كتلة أصغر من الأرض، مع ثلث جاذبية كوكبنا، لذلك ستكون قادرا على القفز نحو ثلاثة أضعاف القفزة التي يمكن أن تحققها على الأرض (بمتوسط 60 سم).
ويمتلك "توأم الأرض الشرير"، كوكب الزهرة، جاذبية سطحية تقدر بـ 90% من جاذبية الأرض، ما يسمح لك بالقفز 67 سم، ولكن من غير المحتمل أن نبني قاعدة أو بدلة فضاء يمكن أن تسمح لنا بالوقوف على سطح كوكب الزهرة بسبب درجة الحرارة البالغة 400 درجة مئوية (752 درجة فهرنهايت) والضغط الجوي 92 ضعفا لما هو عليه على كوكبنا.
وإذا وصلنا إلى كوكب الزهرة، فسيتعين علينا القيام بالقفز في قواعد مدعومة ببالونات تطفو على ارتفاع 50 كم فوق السطح (31 ميلا).
وعلى الرغم من أنه يتكون من غاز، إلا أن كتلة المشتري أكبر بكثير من كتلة الأرض. لكن عدم وجود سطح أرضي على عمالقة الغاز مثل كوكب المشتري وزحل يعني أن الجاذبية تختلف اختلافا كبيرا في جميع أنحاء الكوكب. تبلغ كتلة كوكب المشتري 318 ضعف كتلة الأرض، ما يشير إلى أنك إذا تمكنت من العثور على أرضية، فمن المحتمل أن تتعرض للضغط بشكل مسطح بسبب الضغط الجوي.
وإذا افترضنا أنك تمكنت من القفز في كوكب المشتري، فمن المرجح أن تحقق ارتفاعا يصل إلى 24 سم
المصدر: سبيس